انتقدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي طالب فيها الفصائل بالاتفاق على حكومة تلتزم بما التزمت به منظمة التحرير الفلسطينية. ووصف المتحدث باسم الحركة في قطاع غزة فوزي برهوم تصريحات الرئيس الفلسطيني بأنها تسويق لما أسماه مشاريع التسوية العبثية مع الاحتلال، معتبرا أن إسرائيل نفسها لم تعترف بها. وقال برهوم إن تصريحات محمود عباس بشأن حوارات القاهرة (محاولة لتهرب أبو مازن وحركة فتح من كافة استحقاقات القضايا الرئيسية المتعلقة بالشأن الفلسطيني، وقد حاول اجتزاء اتفاق الرزمة الذي اتفقت عليه كافة الفصائل الفلسطينية). وكان عباس قال في خطاب له أمس الاثنين أثناء اجتماع اللجان التحضيرية لبرلمان الشباب الفلسطيني في رام الله إن الحكومة المقبلة يجب أن تلتزم بما التزمت به منظمة التحرير وإن المهمة الأساسية لهذه الحكومة هي الإشراف على إعادة إعمار قطاع غزة، داعيا أطراف الحوار الوطني إلى الاتفاق على تشكيل هذه الحكومة الجديدة. وقال إنه لا يطلب من أي تنظيم فلسطيني الالتزام بالشروط الدولية، وإنما الحكومة الفلسطينية هي المطالبة بذلك. وكان عباس بذلك يشير إلى شروط الرباعية الدولية (الولاياتالمتحدة وأوروبا وروسيا والأمم المتحدة) التي لا تزال تشترط أن تعترف أي حكومة وحدة فلسطينية يتم تشكيلها بإسرائيل والاتفاقات الموقعة معها وأن تنبذ العنف. وتطرق الرئيس الفلسطيني إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية التي قال إنها يجب أن تتم بشكل متزامن قبل 25 يناير 2010، متعهدا بضمان نزاهتها وحريتها. ويعتبر برنامج الحكومة وآليات إجراء الانتخابات من أبرز القضايا التي تعيق التوصل إلى اتفاق وطني فلسطيني ينهي حالة الانقسام القائمة، حيث تعقد اليوم في القاهرة جولة حوار بين حركتي التحرير الفلسطيني (فتح) وحماس بهدف التوصل إلى اتفاق حول القضايا مدار الخلاف. وحول موضوع المفاوضات مع إسرائيل، قال عباس إن السلطة الفلسطينية تريد استئناف المفاوضات في ظل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وقال إن هذه المفاوضات يجب أن تقوم على أساس المبادرة العربية للسلام ورؤية الدولتين ومبادئ خريطة الطريق الأميركية. وانتقد عباس الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة وطالب بوقفه بالكامل بما في ذلك ما يطلق عليه الإسرائيليون النمو الطبيعي للمستوطنات، متهما إسرائيل بسرقة المياه من الأراضي الفلسطينية وبيعها للفلسطينيين.