من المحزن حقاً اننا نعيش هذه الأيام عصر المتناقضات والعجائب والغرائب لأسباب بعضها مجهول والبعض الآخر معروف لدى كل ذي بصر وبصيرة. ومن ذلك ما أعرفه عن التعاميم والقرارات التي تشدد على الطلاب والطالبات منع استخدام الهاتف المتحرك في المدارس وحتى منع حمله داخل المدرسة وفي نفس الوقت نعلم وعلى مستوى مدن المملكة أن هناك مسابقات رياضية في كرة القدم وغيرها من الألعاب الرياضية تقام في مدارس التعليم العام وحتى الجامعات برعاية شركة من شركات الهاتف المحمول وتقوم هذه الشركة أو تلك بوضع اللوحات الإعلانية بطول الملاعب وعرضها داخل الملاعب الرياضية في المدارس مع المحفزات في حالة اشتراك العميل في الخدمة.. وهنا يتضح ان المستهدف من هذه الاعلانات هم فئة الطلاب ولا أحد غيرهم فهم اللاعبون وهم الجمهور المشاهد في المدرجات وفي نفس الوقت نسمع ونرى الحملات المحمومة في المدارس ومنها الحملات التفتيشية المفاجئة أو المخطط لها أو غير المقصودة خاصة من بعض داعمي عدم استخدام التقنية أو المنفذين للتعاميم والتي اعتقد ان بعضها قد يكون اجتهادات خاصة من سعادة المدير أو الوكيل او المرشد الطلابي وحتى جماعات التربية الاسلامية. هذه الحملات التفتيشية تطال حقائب الطلاب وجيوبهم حتى أن بعض الطلاب تجرى معهم تحقيقات بوليسية مطولة ويتم استدعاء أولياء أمورهم في حالة ضبط الهاتف الخلوي في حوزته ويتم سحب الجوال وفي حالة اغلاق الجوال يتم اجبار الطالب على فتحه لمشاهدة محتويات هذه الشريحة والتي قد يكون بها صورة أمه أو اخته أو أحد من افراد عائلته صحيح أن هناك تبادل خبرات بين بعض الطلاب من خلال تبادل ارسال بعض المقاطع المصورة المخلة بالاداب العامة من الصور الخليعة وهذا ما تأباه الفطرة السليمة ولكن قولوا لي بربكم هل هذا هو الحل وان كان ذلك فلماذا يسمح لشركات الاتصالات برعاية مسابقات المدارس والاعلان عن خدماتها داخل اسوارها؟ سؤال يحتاج الى اجابة من أصحاب القرار بدون زعل. ومن جانب آخر قامت مدرسة من مدارس البنات وحتى تحفز طالباتها على المشاركة في رحلة ترفيهية الى أحد مواقع الالعاب هذه المشاركة التي يتحمل قيمتها الطالبات انفسهن بدفع بعض المحفزات التشجيعية للمشاركة وضمان اكبر عدد منهن ومن هذه المحفزات حصول الطالبة على شريحة جوال مسبق الدفع والسؤال كيف تمكنت هذه المدرسة من الحصول على هذه الشرائح ونعلم جميعاً ضوابط بيع هذا النوع من الشرائح؟. والأهم من ذلك هل تحتفظ الطالبة بالشريحة لنفسها لاستخدامها؟ أم تقوم بتسليمها لذوويها؟ أم ستعاني من العنف المدرسي كما هي موضة هذه الأيام كالعنف الاسري والعنف ضد المرأة والطفل.. الخ؟. واللافت ان هذه البطاقات أصبحت تباع على عينك يا تاجر في البقالات ومحطات الوقود وحتى عند عمال النظافة والله الهادي الى سواء السبيل.