كشف سكان مخطط العيسائي أنهم يعيشون في عزلة تامة عن جيرانهم في مخططات ابن دهيش والأمير محمد بن فهد ومخطط بطحاء قريش بمكة المكرمة الذين ينعمون بخدمات لا تتوفر لديهم فالحي يحيطه الظلام من كل جانب والوافدة تسرح وتمرح دون رقيب والبلدية لم تفلح في القضاء على الأمراض المنتشرة والحيوانات السائبة كما أن هواتفهم تشكو من الصمت الرهيب. (الندوة) رصدت في جولتها على مخطط العيسائي (الملحق) بعض معاناة أهل الحي ومطالبهم التي يتمنون أن تتحقق قريبا وألا تُغفل كما اغفلت في السنوات الماضية. يقول علي محمد القرني منذ أن سكنت هذا الحي والحال كما هو على الرغم من أن الحي يقع على الطريق الدائري الرابع الذي ينتظر السكان اكتماله بفارغ الصبر لتحريك عجلة النماء وظهور الخدمات الحيوية المتوقعة ، ويضيف القرني طالبنا مراراً ولازلنا وخاصة من الأمانة العامة وبلدية الشوقية أن تلتفتا لهذا الحي وألا تغفلانه وأن تضعا نصب أعينهما مصالح ساكنيه ولكن دون جدوى. عمالة سائبة وأوضح المواطن أحمد الزهراني أن الحي يعج بالعمالة الوافدة المتخلفة التي تفد من الجبال المجاورة ، وأبدى الزهراني خوفه من أن تمارس هذه العمالة بيع الممنوعات ليلاً على مبتغيها ، مطالباً أهل الاختصاص بمتابعتهم والحد من مخاطرهم على أهل الحي وأبنائه. أما سعيد الدويحي فأبدى استغرابه من عدم وجود شبكة للهاتف الثابت في ظل الصمت الذي يلازم الهواتف النقالة في هذا الحي فدقائق تجدها تعمل باستحياء وساعات طوال تجدها صامتة. وتساءل ابن حديدان عن الخدمات التي يمكن لأهل الحي أن يجدوها فمحلات بيع المواد الغذائية لا توجد في ظل إعراض التجار عن اقامة أماكن للبيع لعدم وجود المقومات الحقيقية لهم. وقال: مثل هذا الحي من المفترض ألا ينقصه شيء من الخدمات ولكن ما باليد حيلة. والتقت (الندوة) بأحد زائري الحي أحمد محمد (طالب جامعي) الذي أوضح أنه يتردد على هذا الحي لزيارة أقربائه القاطنين به منذ فترة وقال: دهشت وأنا أسمع في ظلام الليل نباح الكلاب الذي يشق سكون الحي ولم أشاهد من قبل مثل هذه التجمعات من الكلاب في الأحياء الأخرى. خدمات ضعيفة وطالب عبدالله الزهراني بتكثيف جولات البلدية والشرطة والجوازات على الحي لاجتثاث مكمن الخطر المحتمل على السكان، ووافقه عبدالمجيد إبراهيم (رجل أعمال) وأضاف : ينبغي على المسؤولين في البلدية متابعة عمالهم الذين أصبحوا لا هم لهم سوى جمع الخردوات وعدم رش المنازل إلا بمقابل مادي يطلبونه من أصحاب المنازل وإذا لم يقم أصحاب تلك المنازل بتنفيذ مطالبهم فلن ينعموا بخدمات البلدية المجانية ولك أن تلحظ حجم المخلفات حول بعض المنازل وآثار الدمار الذي يتكوم على الطرقات. طريق ضيق ويقول المواطن أحمد خضر: يحلم المرء بأن يعيش حياة سهلة لا يشوبها أو يعكر صفوها شيء ، أما نحن في ملحق العيسائي فنعيش حياة عكس هذه الحلم فنحن نصبح ونمسي على أصوات الحوادث الخطيرة والمؤلمة وذلك بسبب أن الطريق المؤدي إلى هذا الحي ضيق لا يتجاوز 3 أمتار وهذا أمر لا يمكن تصديقه لأن من المستحيل أن يكون هذا المدخل لأصغر منزل في الحي فما بالك أن يكون منفذاً رئيسياً ، ولكن عندما تقف على الطبيعة تجده أضيق مما ذكر وأصبح مصيدة لجميع أهالي الحي وخاصة في المساء عندما يخيم الظلام وقتها تكثر حوادث هذا المدخل ، ويتساءل خضر: متى تكون لنا حياة هادئة حقيقية وليست خيالية؟.