صدرت عن المجمع العلمي العربي الإسلامي في بيروت مخطوطات للمصحف الشريف تعود إلى نهاية العصر العباسي ( القرن الثامن ميلادي ) كتبت حروفها بماء الذهب على صفحات ازدانت بزخارف ملونة. ويشكل مشروع إعداد طبعات كبيرة وفخمة من القرآن الكريم باكورة مشاريع المجمع العلمي الإسلامي ويشمل 500 نسخة مذهّبة لا يقل وزن الواحدة منها عن 15 كيلوغراما وتبلغ كلفتها نحو مئة ألف دولار موزّعة في صناديق على شكل تحف فنية من الخشب والكريستال مزينة بالنحاس المطلي بالذهب. واستغرق العمل بهذا المشروع خمسة عشر عاما توزّعت بين ست سنوات لتحضير الورق والألوان والذهب وأربع سنوات لطباعة النسخ الخمسمائة وسنتين لتجليدها. وتأتي نُسخ هذا المشروع وفقا لمخطوطة من المصحف الشريف محفوظة في متحف لندن يعود تاريخها إلى سبعمائة سنة ونيف أي إلى أواخر العصر العباسي مكتوبة بخط الثلث النسخي نفّذها الخطاط التركي الشهير في ذلك العصر أحمد القرة حصارى. وتقع المخطوطات القرآنية في 707 صفحات بقطع 30-40 سنتمترا وفيها فقط ست صفحات مزخرفة اثنتان في أولها واثنتان في وسطها واثنتان في نهايتها. يُذكر أنه تم استخدام ورق خاص من نوع / زندر / الألماني بتنفيذ خاص لهذه الطبعة لا تُستخدم لسواها على الإطلاق وتتميز بالمناعة الأكيدة ضد التآكل وضد كل أسباب التلف المعروفة إضافة إلى 15 لونا من الحبر من ألمانيا.