شرفت بأن أكون أحد المدعوين من قبل سعادة الأخ الأستاذ تاج الدين السواس رئيس الجمعية الوطنية للمتقاعدين، فرع مكةالمكرمة، للاجتماع الذي عقد بمقر الجمعية، مساء الثلاثاء الماضي، والذي نوقش فيه مشروع إقامة (البيت المكاوي) بمهرجان الجنادرية، وذلك بتوجيه من مقام إمارة منطقة مكةالمكرمة، وكانت سعادتي كبيرة جدا، حيث شاهدت وجوها غالية علي، غابت عني عدة عقود، كما سعدت بأن أرى تلك الكوكبة المكية التي تُشرف على إدارة الجمعية، برئاسة الأخ تاج الدين السواس، والعاملين معه وفي مقدمتهم أخي وزميلي قديما وحديثا، سعادة الدكتور سليمان مالكي... أعود لموضوع المقال، وهو إنشاء البيت المكاوي في الجنادرية، حيث طرح الموضوع على طاولة النقاش، فقد وزعت على الحضور استمارات تحتوي على بعض المحاور التي يراد الإجابة عليها، حيث كان المطلوب من هذا الإجراء استقراء أفكار ومقترحات الحضور، ورسم صورة تجسد شكل ومحتوى البيت المكاوي المطلوب إنشاؤه في مهرجان الجنادرية. ولقد قدم (كاتب هذا المقال) مقترحا، أصر عليه الكثيرون وأيدوه، ورأوا بأنه مقترح مهم جدا، ألا وهو إنشاء وإيجاد (البيت المكاوي) أو (الحي المكاوي)، في مكةالمكرمة، بأحد مداخلها الهامة ومنها مدخل طريق مكةجدة السريع، ليكون مصدر إشعاع ثقافي تراثي للأجيال الحالية وأجيال المستقبل، حيث يمكن من خلاله أن يعيش أبناؤنا والملايين من الحجاج والمعتمرين وزوار البيت الحرام البيت أو الحي المكاوي الذي سيكون معلما تاريخيا حضاريا لمكةالمكرمة، يمكن استغلاله في إقامة المحاضرات العامة، واستقبال ضيوف الرحمن وزوار مكة، كما يجسد روح مكةالمكرمة، لمن أراد أن يعيش الجو المكي ويعايش التاريخ... ويمكن أيضا أن يحتوي على متحف ومكتبة وقاعة (مسرح) كبيرة للاجتماعات والمؤتمرات... وأن يكون تصميمه يعكس الحياة المكية الحقيقية القديمة، بطرق حديثة. وحقيقة، فقد لفت نظري في ذلك الاجتماع، وجود عدد من المهندسين الذين عاصروا مكةالمكرمة قديما، ومنهم المهندس عصام بصنوي، والمهندس جمال أزهر والمهندس أحمد با يزيد، الذين أيدوا وشجعوا الفكرة، ووافقوا على أن يكونوا ضمن لجنة تقوم بوضع التصاميم اللازمة للمشروع، ومن ثمة تقديمه للجهات المختصة للموافقة عليه وتنفيذه. ومن وجهة نظري، فإن البيت المكاوي، الذي سيقام في الجنادرية، يجب أن يكون صورة مصغرة للبيت المكاوي أو الحي المكاوي الذي سيتم تنفيذه في مكةالمكرمة. والذي اقترح أن يكون فيه على سبيل المثال، (المقعد والمجلس والدقيسي والمسروقة وحنية الفحم والصفة والطيرمة، والخارجة، والمبيت، والروشان، أو الروشن، وحنفية الماء، ومرفع الشراب، ونصبة الشاهي، والزير والشراب، والطراريح، والمساند ، والسجنية، والجلايل، والحنبل، وكرسي المطبخ، والمركب، والسطوح، والباب الخشبي المكي المنقوش بالطريقة الفنية المكية، والطيق، والدرج، والدهليز، والديوان، والمخلوان، والحوش، ومرفع الزرع، والنجف التركي، والأتاريك، والفوانيس، وخشب القندل للأسقف، وغيرها ما اشتهر به البيت المكاوي. وأخيرا، شكرا للجمعية ورئيسها وأعضائها، على هذه الجهود المبذولة في خدمة المتقاعدين، وخدمة مكةالمكرمة.... ويا أمان الخائفين.