تجاوباً مع صيحات التحذير التي أطلقها مسئولون حكوميون ومواطنون وخبراء الصحة بالمملكة بضرورة التعامل بجدية للحد من إنتشار التدخين من أجل خفض معدلات الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة المؤدية للوفاة، وفي بادرة رائدة من نوعهاً عقدت شركة (بتات) أحدى الشركات التابعة لمجموعة بن لادن السعودية مؤتمراً صحفياً بالتعاون مع كل من شركة فايزر للأدوية وعيادات مكافحة التدخين في كل من المركز الطبي الدولي ومستشفى جدة الوطني الجديد لنشر التوعية من مخاطر التدخين داخل بيئات العمل وتوفير العلاجات اللازمة والآمنة للراغبين في الاقلاع ، حيث أوردت منظمة الصحة العالمية في تقرير جديد أطلقته ان اكثر من نصف الدول على مستوى العالم ما زالت تسمح بالتدخين في المكاتب الحكومية وأماكن العمل والاماكن الداخلية الاخرى بما في ذلك المدارس والمستشفيات. وعلى الرغم من وجود غير المدخنين في هذه الأماكن ، الا ان خطورة إصابتهم بالسرطان ومرض القلب تتزايد بنسبة تصل إلى 30 في المئة، نتيجة لما يسمى بالتدخين السلبي أو التدخين الثاني. وأكد الدكتور أشرف أمير(استشاري طب الاسرة وناشط في مجال الصحة العامة ومتابعة عوامل الخطورة المرتبطة بالامراض المزمنة) وتأتي في مقدمتها مكافحة التدخين، قائلا: (يعتبر التدخين من الأسباب الرئيسية للوفاة التي من الممكن تجنبها، وعند تدخين التبغ، فإن هناك ما يصل إلى 4 آلاف مادة من المواد الكيميائية المعروفة تنطلق في الهواء. يستنشق الأشخاص غير المدخنين الذين يعملون في أماكن يسمح فيها بالتدخين هذه المواد الكيميائية طوال النهار، ويعانون من نفس المشاكل التي يعاني منها المدخنون. وتقدر منظمة العمل العالمية وفاة 7000 عامل سنوياً على الأقل بسبب تعرضهم للتدخين في أثناء ساعات العمل) وكشف استطلاع حديث أجراه موقع Gulf Talent.com، وهو بوابة إلكترونية ضخمة للتوظيف عبر شبكة الإنترنت، أن هناك نسبة كبيرة من المتخصصين تقدر ب 98 في المئة، يرغبون في حظر التدخين في أماكن عملهم. وقد فضل 54 في المئة من المشاركين في الاستطلاع الذي شمل المدخنين وغير المدخنين حظراً شاملاً على التدخين في منشآت المكاتب الداخلية، بينما يعتقد 44 في المئة من المشاركين أن مكان العمل لا بد أن يكون خالياً من التدخين بشكل كامل، وأن يسمح بالتدخين في أماكن مصممة خصيصاً لهذا الغرض فقط. وقد أكد الدكتور ياسر عبد الرؤوف أبو عنزة (رئيس قسم الطبابة والتأمين في شركة بتات) على فوائد حظر التدخين في مكان العمل، وعلى استفادة الشركة من هذا الحظر أيضاً حيث أن التدخين السلبي يكبد الأفراد وأصحاب الأعمال المزيد من النفقات الاقتصادية، والتي تكون على شكل نفقات طبية، بالإضافة إلى الخسائر التي تلحق في الإنتاج . وأضاف الدكنور ياسر أن حظر التدخين في مكان العمل يعود بالفائدة على كل فرد وقد بادرت العديد من الشركات في كل أرجاء العالم في تطبيق مبادرة حظر التدخين في مكان العمل، حتى ولو لم تكن الحكومات التي تتبعها هذه الشركات تتخذ أي إجراءات في هذا الشأن. وهذا الأمر يرجع إلى إدراك هذه الشركات للفوائد الناتجة عن حظر التدخين في مكان العمل، حيث تقل نفقات التأمين الصحي على الموظفين، ويرتفع معدل الإنتاج وشعور العامل بالرضا. إنه الشيء الأمثل الذي ينبغي تطبيقه. وأوضح الدكتور مجدي محسن (مدير العلاقات العامة في شركة فايزر) قائلاً: (أنه لا توجد معدلات آمنة لدخان التبغ السلبي. وليس بمقدور وسائل التهوية أو التنقية، سواء أكانت على حدة أو تعمل سوياً، أن تقلل من مستوى التعرض لدخان التبغ السلبي داخل المنزل إلى معدلات تكون مقبولة. وتعتبر الأماكن الخالية من دخان التبغ بشكل كامل هي الشيء الوحيد الذي يمكنه أن يوفر الحماية الكاملة للأشخاص).