من الذي سيخرجني من قعر الحفرة العميقة؟! ومن الذي سينزل من أجلي لكي يخرجني؟! ومن الذي سيمد إليَّ حباله ليخرجني بها؟! نعم من الذي سيخرجني من الحفرة؟!. هذه الأسئلة ترد على أذهان فئة من الناس وغيرها من الأسئلة، ولا شك أن لهم الحق في التساؤل والبحث عمن يعينهم في مصيبتهم ولابد أن نتعاون جميعاً لدفن الحفرة لنستبدلها بقمة أو قمم شامخة فيصبح السؤال: من سيرافقني للقمة؟. أخي القارى العزيز: إن الحفرة المعنيه هي تكاليف الزواج في هذا العصر وما يترتب على الزواجات من ديون وقروض وغيرها، وأن المتسائل هو الشباب المسكين الذي لا يرى أمامه إلا الموت، وعشرات الآلاف من الريالات تطارده من كل صوب ، المهر خمسون والقصر بعشرين وايجار السكن بعشرين وتأثيثه بعشرين والحفلة بعشرة، فهذه تتجاوز المائة ألف ، والأغلب واقع فيها. إنها لحفرة عميقة بل هي هاوية..إن الشاب الأعزب ليتساءل : لماذا أتزوج وأدخل في عالم الديون؟! ولماذا أطلب من الناس أن يعينوني ويدفعون لي أموالهم؟!. إذا نظرنا لحال شبابنا وحال احتفالاتنا بالزواج فإننا نرحمهم ونشفق عليهم، وكم يحتاجون من الوقت لجمع المال؟ وكم يحتاجون من السنين لسداد ديونهم وقروضهم؟. وهنا سؤال مهم: من هو الذي حفر الحفرة أمام الشباب؟ ومن هو الذي وضع هذه العقبة في طريقهم ؟ أليس هو (عرف المجتمع) ؟ ثم أليس العرف قابلاً للتغيير خصوصاً إذا كان للأحسن؟!. إنني أدعو كل من آتاهم الله عقولاً أن يتفكروا في هذا الشأن، وأن ينظروا في هذا الأمر بعين حكيمة تهدف إلى بناء بيوت مسلمة صالحة مصلحة ، يملؤها الثراء والاخاء والصفاء. ولا شك أن مجتمعاتنا تحب المساعدة والتخفيف في أمور الزواج وقد ظهر ذلك جلياً في عدد من الزواجات في وقتنا المعاصر، فنجدهم يخففون المهور ، ويمنعون القصور ، ويتعاونون فيما بينهم، فإن الشاب في هذه الحال سيكون محباً لهم، ووفياً معهم. ومع هذا التطور الذي نعيشه إلا أن البعض لايزال مصراً على الخطأ الذي هو عليه ، فيغالي في الزواجات ويشترط القصور، فيهدم بيت ابنته من حيث لا يشعر. فإلى متى سنستمر على هذا الحال؟ وإلى متى سنبقى هكذا؟!. لقد آن الأوان أن يجتمع المجتمع بأكمله ليردم هذه الحفرة العميقة الذي يرمى فيها كل من أراد الزواج وأقدم عليه ، ولا يخرج من الديون إلا بعد عدة سنين من زواجه ، لابد أن نستبدلها بقمة شامخة يصعد إليها كل من أراد الزواج ويسعد فيها طوال حياته، فيكون تساؤل الشباب قبل زواجه: متى أتزوج وأصبح تاجراً ثرياً؟! ومتى أتزوج وأساعد الناس وأعينهم؟!. والله ولي التوفيق،،،