رحب عبد المقصود خوجه في كلمة الإثنينية بغريد يوسف الشيخ محمد منوها بها كأديبة وناقدة، وصاحبة (دار النخبة للتأليف والترجمة والنشر)،مشيراً إلى دور غريد في مجال تحقيق التراث، وما تتميز به من أسلوب يجمع بين التشويق الأدبي والصرامة الأكاديمية، حيث طرحت سلسلة (أيام معهم) التي تناولت فيها حياة كبار الشعراء أمثال: جرير، ونزار قباني، ومحمد الفيتوري، ووزير الثقافة والاعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجه.كما استطاعت أن تقحم جانباً إبداعياً مهماً احتكره الرجال إلى عهد قريب، ألا وهو تقديم المعاجم.. حيث تمكنت من إنجاز سلسلة من المعاجم والتي شكلت إضافة قيمة للمكتبة العربية، ومعيناً طيباً لطلاب العلم والمختصين للنهل منه على حد سواء..إضافة إلى إبداعها المستمر لتتحفنا بمعجم (أشعار العشق في كتب التراث العربي) والذي تطلب منها قراءة آلاف الأبيات الشعرية عبر حقب زمنية متفاوتة، والخوض في كثير من المخطوطات لاستخلاص ما تصبو إليه.. وهوعمل شاق للفرد لا تتولاه إلا المؤسسات الثقافية، غير أن الأستاذة غريد الشيخ بفضل عزيمتها وطموحها وحبها لعملها قادرة إن شاء الله على تحقيق غايتها. وأكدت غريد يوسف الشيخ محمد خلال كلمتها على الفوضى التي يعج بها سوق الثقافة والأدب والذي يغلب عليه الغث والسمين وقلة المفيد والجيد بسبب كثرة الإعلام والمافيات الثقافية والسياسية والفنية، كان ذلك من الدوافع لها للعمل في المشروع الثقافي الذي ولجته وهو تحقيق المخطوطات ، حيث كانت بدايتها الأولى مع تحقيق مخطوط الخرائطي اعتلال القلوب في أخبار العشاق والمحبين المتوفى 327ه، حيث استغرقت في تحقيقه خمس سنوات ، مشيرة إلى الأدوات الفنية واللغوية والعلمية التي يجب على محقق التراث أن يكون ملما بها ومتسلحا حتى يكون إنتاجه مكتملا ، حيث لاحظت أثناء مشوارها في التحقيق أن ماهو معروض في الساحة الثقافية أغلبه إن لم نقل كله تجاري بالدرجة الأولى ولايزال يفتقد إلى مزيد من التحقيق لكي يخرج إلى القارىء بالصورة الائقة بالثقافة العربية وبتراثنا العربي، وذكرت المشاق التي واجهتها أثناء عملهاكمحققة وبالذات ندرة المعاجم المعينةعلى سبر أغوار الكلمات العربية القديمة ، وكان هذا أيضا مشروعا آخر من أعمالها الأدبية في تحقيق المعاجم وهو ( معجم النخبة) الذي كان من المفترض أن يضم مفردات اللغة العربية مع ترك المفردات التي تعرف عند الكثيرين بالبائدة في اللغة العربية ، لكنه سرعان ما اتضح لها أثناء التحقيق أن اللغة العريية لايوجد بها كلمات بائدة خاصة وأن القرآن والسنة النبوية هما المرجع في ذلك حيث استشهدت بقوله تعالى( ياأيها الذين آمنوا لاتسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) فكلمة أشياء الواردة في الآية تدل على أنها لاتصرف والشواهد في هذا الباب كثيرة، ثم أشارت إلى ضرورة الاهتمام بالمعاجم لما لها من دور في تسهيل البحث على الطلاب والمهتمين بالمجال التراثي العربي وكذلك تقويم الحصيلة اللغوية لدى النشء خاصة بعد الغزو الجديد للمعاجم الإلكترونية المليئة بالأخطاء والتشويه للغة العربية لأن الهدف في آخر المطاف لواضعيها يبقى هو الربح المادي. استطاعت أن تنشىء دارا للنشر وذلك كعمل تكميلي متلازم لعملها كمحققة للتراث الأدبي العربي ، خاصة وأنها لاحظت أن دور النشر الموجودة في العالم العربي اليوم كلها تجارية محضة بالدرجة الأولى ولاتكترث بجودة المادة أو العمل المنجز بقدرما تهتم بسرعة الإنجاز وضخامة الربح .كما أشارت إلى دور وزير الإعلام الدكتور عبد العزيز خوجه الذي كان له دور ملموس في المساهمة معها في إنجاز هذا المعجم الذي يضم حوالي 3000 صفحة بين دفاته ، مشيرة إلى أن الهدف منه هو ثقافي قبل أن يكون ربحي حيث أن من المشاريع التي تهدف إليها هو نشر هذا المعجم بين أكبر عدد من الطلاب والمهتمين في الدول العربية.