أطلع وفد البرلمان الأوروبي الذي يزور السعودية حاليا على أحدث النظم التي تتبعها الغرفة التجارية الصناعية بجدة في خدمة منسوبيها من قطاع الأعمال وتعرفوا على مشاركة المرأة الفاعلة في عدد من اللجان وشاهدوا عرضا مرئيا للنشاطات المتعددة التي تقوم بها أعرق غرف الخليج والخطوات التي اتخذت مؤخرا لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وكانت الدكتورة لما السليمان عضو مجلس إدارة غرفة جدة ورئيس مركز جدة لتنمية الموارد البشرية في استقبال الوفد أمس الاثنين حيث ترأسته نائبة رئيس البرلمان الأوروبي السيدة رودي كراتسا وتكون من 17 عضوا يمثلون كبار النواب والمسئولين في البرلمان إضافة إلى بعض المسئولين المرافقين من مجلس الشورى السعودي وعقد الوفد اجتماعا مفتوحا بقاعة ملتقى أصحاب الأعمال حضره أكثر من 150 صاحب وصاحبة عمل بمدينة جدة. ورحبت الدكتورة لما السليمان في كلمتها خلال اللقاء بالوفد الزائر في بلدهم الثاني مؤكدة على عمل العلاقات التي تجمع المملكة العربية السعودية والدول الأعضاء في التكتل الأوروبي في شتى المجالات السياسية والاقتصادية مشيرة أن الأيام المقبلة ستشهد تعاونا وشراكات اقتصادية متينة مع دول الاتحاد الذي يملك تجارب ثرية تدعو إلى كثير من التفاؤل. وشددت على ضرورة تعاون القطاع الخاص في السعودية مع نظيره الأوربي في دعم مختلف الأنشطة والمشاريع الاقتصادية ملمحة إلى قوة ومتانة الاقتصاد السعودي الذي لم يهتز أمام الأزمة العالمية التي تأثرت بها كثير من الدول الأوربية. وقدمت الدكتورة لما السليمان عرضا للضيوف عن دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومسيرة النجاح التي حققتها المرأة عبر مركز السيدة خديجة بنت خويلد ومشروع دعم رواد ورائدات الأعمال مشيرة أن الغرفة لم تتوقف عند النجاح الكبير الذي تحقق ومازالت تسعى للتخلص من جميع المعوقات وتواصل تحدياتها لتحقيق أفضل المعايير الدولية الخاصة بخدمة أصحاب وصاحبات الأعمال. وأشارت إلى أن الغرفة تضم 63 لجنة يتم انتخاب جميع رؤسائها حيث أرست نظاما ديمقراطيا محترما في اختيار كل القيادات الإدارية مشيرة أن مجلس إدارة الغرفة يضم 4 نساء وأن المرأة تعمل مع الرجل في خدمة مجتمعها من خلال بيت التجارة بجدة. وألمحت إلى الخدمات المختلفة التي تقدمها الغرفة سواء من خلال التصاديق أو برنامج كفالة الذي يدعم أصحاب المشاريع الصغيرة علاوة على البرامج الإنسانية والاجتماعية التي تقدم من خلال مركز جدة للمسؤولية الاجتماعية كما أشارت إلى الآلية المتخذة في طريقة تصنيف درجات المنتسبين إلى الغرفة. وكشفت أن النساء تشكل 20 % من القوى العاملة في الغرفة، حيث توجد 35 موظفة من مجموع 250 موظفا ، ويدعم مجلس الإدارة تفعيل دور المرأة باعتبارها نصف المجتمع، كما أن بقية الغرف التجارية الصناعية بالسعودية بدأت تشرك المرأة في الانتخابات، وسط دعم لا محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين. من جانبها أشارت السيدة رودي كراتسا رئيسة وفد البرلمان الأوربي إلى متانة العلاقة التي تربط المملكة العربية السعودية ودول الاتحاد، وشددت على أن المملكة تعتبر مصدرا مهما للطاقة بالنسبة للعالم كله ولا يمكن الاستغناء عن دورها الفعال الذي تلعبه حيث توفر لشتى أنحاء المعمورة النفط بمشتقاته المختلفة. وبينت أن السعودية تتمتع باقتصاد قوي لم يتأثر بأي شكل بالأزمة المالية العالمية التي عصفت بكثير من دول أوروبا مشيرة إلى أن الأزمة تركت انعكاسات على كثير من الدول، وأثرت بشكل كبير على التجارة الخارجية بين أوروبا وشركائها في الخارج.