المحكمة الجنائية الدولية ودارفور عنوانان بارزان لزيارة خاطفة قام بها وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط ومدير مخابراتها عمر سليمان للخرطوم، اجتمعا فيها بالرئيس السوداني عمر البشير دون أن يبوحا بأي تفاصيل في إطار التسوية بين الخرطوم ولاهاي من جهة والخرطوم وحركات دارفور من جهة أخرى. وبينما لم ينجح الصحفيون في استدراج المسؤولين السودانيين أو المصريين للكشف ولو عن قليل من فحوى الرسالة المصرية العاجلة للخرطوم، دفعت تصريحات مقتضبة اتسمت بالعمومية لوزير الخارجية المصري ومدير الإدارة السياسية بالخارجية السودانية عثمان نافع المراقبين السياسيين إلى إطلاق العنان للكثير من التكهنات والاحتمالات. وتساءل هؤلاء عما إذا كانت مشاركة البشير في قمة غزة الطارئة التي قاطعها الرئيس المصري حسني مبارك قد أدت فعلا إلى فتور في العلاقات بين الخرطوموالقاهرة، بجانب موقف مصر من المفاوضات الجارية بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة في العاصمة القطرية. كما ربط بعضهم بين الزيارة وموقف القاهرة الحقيقي من المحكمة الجنائية الدولية ورأيها في الحملة العنيفة التي تشنها الحكومة السودانية ضد المحكمة. وقد أكد مدير الإدارة السياسية بالخارجية السودانية عثمان نافع أن اللقاء أكد تأييد مصر ووقوفها مع السودان في كل ما يواجهه من قضايا (خاصة أمر المحكمة الجنائية الدولية). وقال للصحفيين عقب اللقاء الذي لم يتجاوز الساعة إن البشير أشاد بالموقف المصري وبالرسالة، واصفا الزيارة (بأنها في إطار التشاور المستمر بين الدولتين).