أكد نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنين الدكتور سعيد بن محمد المليص وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب العالم الحُر ومع شقيقاتها الدول الإسلامية في كل شأن يحفظ للأطفال حقوقهم وكرامتهم. وقال في كلمته أمام المؤتمر الإسلامي الثاني للوزراء المكلفين بالطفولة بالخرطوم أمس الأول : إن برنامج الغذاء العالمي منح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جائزة “البطل العالمي لمكافحة الجوع 2008 “ نظير دعمه أيّده الله للبرنامج الأممي ب 500 مليون دولار، وتقدم المملكة مساهمات سخيّة في كافة المجالات التعليمية والصحية والاجتماعية عبر المؤسسات والهيئات الدولية والإسلامية، انطلاقا من مبادئنا الإسلامية. وأضاف لقد تنبه العالم الحر إلى ضرورة رعاية الطفولة وحمايتها من الإيذاء بكافة صوره، وترجم ذلك الاهتمام إلى عهود ومواثيق تحرم العبث بمصائر رموز الطهر والبراءة ، بدءا من إعلان جنيف عام 1924 وما تلاه من جهود وصولا إلى إعلان حقوق الطفل عام 1989 الذي صادقت عليه منظمة الأممالمتحدة للطفولة “اليونسيف” إلا أن ذلك كله لم يمنع آلة الجور في أماكن عدة حول العالم من ممارسة أبشع صنوف الترهيب والتقتيل باستخدام أسلحة فتّاكة محرمة دوليا وأخلاقيا .. لم يسلم منها الأبرياء ولا سيّما في غزة بفلسطين ، الذين لاحقهم شبح الموت حتى في مراكز ومدارس الإيواء التابعة للأمم المتحدة والمشافي وفي داخل سيارات الإسعاف فقتلت وجرحت وشرّدت الآلاف في مشهد مؤلم انتفضت له الشعوب الأبيّة المحبة للسلام. وشدد الدكتور المليص على أن الأديان السماوية جاءت بما فيه خيري الدنيا والآخرة، وأن الإنسان على هذه الأرض ينبغي أن يعيش في سلام له حقوق وعليه واجبات، وجمعت الشريعة الإسلامية الغراء في منهج رباني عظيم ما لو تمسّك به العالم لنجت الأسرة البشرية جمعا.. ومن ذلك رعاية الإسلام وعنايته بالأسرة، حتى جعلها “قرة للعين” في قوله تعالى “ربّنا هب لنا من أزواجنا وذريّاتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما” ، وأعلى الله تعالى من شأن الطفولة عندما أقسم بالولد في قوله “ لا أقسم بهذا البلد ، وأنت حل بهذا البلد، ووالد وما ولد..” وأمر بحمايتهم من الأمراض والمحافظة على بيئاتهم الصحية وتغذيتهم في قوله “ والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة “ ورغّب الإسلام في رعاية الأيتام وطالب رسولنا الكريم بالرحمة بالصغار “ ليس منّا من لا يرحم صغيرنا ، ويوقر كبيرنا” . وأكد نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنين أن الطفل في المملكة يمثل نواة التنمية الأولى، ولهذا بُذلت الجهود لإتاحة الفرصة له ليتمتع بكامل حقوقه الأساسية، واهتمت خطط التنمية المتلاحقة بمجالات الطفولة، حيث يعد التعليم إلزاميا ولا يوجد طفل في سن السادسة خارج المدرسة، كما يجري حاليا تنفيذ مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام، بالإضافة إلى العناية بالموهوبين من خلال مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، وأولت الدولة المعوقين عناية فريدة ومن صور ذلك تطبيق مشروع الدمج التربوي الذي يتيح لهم الدراسة إلى جانب الأسوياء، وكذلك رعاية الأطفال ذوي الظروف الخاصة داخل مؤسسات الرعاية الرسمية عندما يفقد بعضهم لأسباب مختلفة صحية أو اجتماعية أو بدنية الرعاية اللازمة، وجرى تطبيق الضوابط الصحية للزواج بهدف الحد من الأمراض الوراثية ، كما تم اعتماد المشروع الوطني للاكتشاف المبكر لأمراض التمثيل الغذائي وأمراض الغدد الوراثية، ومشروع التعامل مع التوحد واضطراب النمو، وتم القضاء نهائيا على شلل الأطفال والدفتيريا ،كما قامت اللجنة الوطنية للطفولة بإعداد نظام حماية الأطفال من الإيذاء بالتعاون مع خبراء ومهتمين وأكاديميين ومهتمين بالطفولة، وتتم مراجعته حاليا في مجلس الشورى تمهيدا لإقراره قريبا، وتقدم وزارة الشؤون الاجتماعية الخدمة الإرشادية لمن هم بحاجة إليها من أفراد المجتمع، علاوة على تشكيل لجان حماية الأطفال بالمستشفيات للوقوف على أي حالة إيذاء قد ترد لأقسام الطوارئ.. وتعد المملكة الدراسات اللازمة لتطبيق المدونة الدولية لتسويق لبن الأم بهدف تشجيع الرضاعة الطبيعية بالإضافة إلى المستشفيات صديقة الطفل التي تهتم أساسا بالرضاعة الطبيعية وتثيقف الأمهات. وقدّم معاليه في ختام كلمته باسم وفد المملكة العربية السعودية الشكر والتقدير لجمهورية السودان الشقيقة حكومة وشعبا، ممثلة في وزارة الرعاية الاجتماعية على استضافتها المؤتمر ، وللمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ممثلة في مديرها العام معالي الدكتور عبدالعزيز التويجري والعاملين معه لما تبذله المنظمة من جهود مخلصة للعناية بالطفل في العالم الإسلامي، وكذلك منظمة المؤتمر الإسلامي على جهودها، سائلا الله تعالى التوفيق للجميع.