قال خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لحظة توليه مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية ( أتوجه إليكم طالبا منكم أن تشدوا أزري وأن تعينوني على حمل الأمانة وأن لا تبخلوا عليَّ «بالنصح» والدعاء). تلك كلماته حفظه الله واطال في عمره ..فماذا نقول لأي مسؤول يرفض النصح ويرفض النقد؟! إن من يعمل يخطىء ومن يخطىء ينتقد عمله ليصحح من قصوره وليعيد حساباته واستراتيجيته ومن يضيق صدره من النصح والنقد فليس جديراً بموقعه .. إن المناصب في أصلها تكليف قبل أن تكون تشريفاً ..ولهذا فمن يتقلد منصباً فهو أجير لوطنه وشعبه وعليه أن يعمل من أجلهم ..وأن يعمل على سعادتهم وتحقيق مطالبهم المشروعة ..ولا شك أن ابداء الرأي والنصح أمر سماوي فالمولى عز وجل يقول (وأمرهم شورى بينهم) وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : ( من استبد برأيه هلك ومن شاور الرجال شاركها في عقولها). ولا شك أن أي عمل لا يسلم من القصور والخطأ وهذا ليس عيباً وإنما العيب حينما نرفض الاعتراف بالقصور وبالأخطاء وتضيق صدورنا من النقد ونتعامل مع الآراء الأخرى بحساسية مفرطة ..ولاشك أن المناصب كلما علا شأن متقلديها كلما زادت مسؤوليتهم وبالتالي تزداد مساحة المسؤولية والنقد تجاه أعمالهم وادائهم ومن الطبيعي أن الاعتراف بالاخطاء هو أول الطريق لمعالجة تلك الأخطاء أما المكابرة والرفض للنقد فإن ذلك يقودنا للهاوية (لا قدر الله).. والتطبيل والنفاق يخدع المسؤول ويجعله يستمر في أخطائه و(الدين النصيحة) ..(والساكت عن الحق شيطان أخرس) دعونا نكون حضاريين في تعاملنا مع النقد ودعونا نكون أرقى فكراً وأكثر سمواً مع الرأي الآخر ..فالمليك حفظه الله وأطال في عمره أعطانا روشتة النجاح وروشتة للوصول للمجد ووطننا لا يقبل أقل من المجد وتسنم قممه فنحن المملكة العربية السعودية نملك كل مقومات التألق والإبداع ..وليحفظ الله الوطن والمواطنين والمقيمين من كل سوء . آخر السطور قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه (لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها).