أعلن خادم الحرمين الشريفين بكل أمانة وصدق في قمة الكويت البارحة بأن الطريق من هنا، من جمع للكلمة ووحدة الصف ونبذ الخلاف، وكان صادقاً وصريحاً، وفرح الناس بذلك الموقف حيث أمرهم بأن يتناسوا جميع الخلافات في سبيل وحدة الأمة ورأب الصدع، وشعرنا ونحن نستمع الى كلمات الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأنها كلمات تصل الى القلب والعقل، وترشد الجميع بأن الطريق من هنا، وأنه هو أول من نبذ الخلاف ودعا إلى التسامح، لأن العدو قد شتت كلمتنا واستغل الخلاف بيننا ونفذ إلى عمق الأمة، فكانت هذه الحرب الظالمة التي سفكت فيها الدماء واعتدي على الاطفال والنساء ودمر كل شيء. فجاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بأن الرد الحقيقي لا يكون بمزيد من التنازع والخلاف، وإنما بوحدة الصف وجمع الكلمة، ثم إن كلمات خادم الحرمين نبهت إلى أهمية المرحلة القادمة والتي يمكن أن تقوي أواصر الأمة وتشحذ هممها وتوحد صفوفها. حيث نبه وفقه الله في كلمته إلى خطورة ما يهدف إليه العدو من مزيد من الاعتداء والظلم في ظل غياب وحدة الأمة وتوحيد صفوفها. كما أنه أيده الله أعلن بكل صراحة باسم ابنائه في المملكة العربية السعودية المساهمة بهذا المبلغ الكبير الذي لم يتوقع أحد من رجال الإعلام بأن يكون بهذا القدر (ألف مليون دولار) لإعادة إعمار غزة، فحمل اللواء ودعا الجميع للتعاون من أجل إعادة بناء غزة ونجدة أهلها وإغاثة أطفالها وإيواء المشردين فيها بدون ذنب جنوه، وقال رعاه الله إن هذا المبلغ لا يساوي شيئاً عندي مقابل تلك الدماء البريئة التي سفكت والنفوس التي أُزهقت، ولكننا نسأل الله لهم الرحمة والغفران، ولأهلهم الصبر والسلوان. فجاءت الكلمة الضافية في مجملها صريحة صادقة مخلصة، وإننا لنسأل الله أن يجزيه وإخوانه كل خير وأن ينصر أشقاءنا في فلسطين ويعيننا على الوقوف بجانبهم حتى يستردوا أرضهم ووطنهم، وشكراً لك يا خادم الحرمين ولإخوانك من زعماء الأمة. و(لا حول ولا قوة إلا بالله).