المشوار الكبير الذي قطعه نجوم الأخضر السعودي من الأدوار التمهيدية للدور نصف النهائي وحتى منصة التتويج الليلة أمام المنتخب العماني في نهائي خليجي19 ذلك المشوار لم يكن مفروشاً بالورود والرياحين بل كان مشواراً محفوفاً بالمخاطر وفيه الكثير من العقبات والمتاريس التي تجاوزها نجوم الأخضر السعودي بعزيمة الأبطال وجهد الرجال الذين يضعون اسم بلادهم في حدقات العيون أملاً وإشراقاً، فالمنتخب السعودي وقد كانت البداية متعثرة بعض الشيء أمام المنتخب القطري الشقيق، حيث قدم الفريق مستوى مغايراً عن المستويات التي تعرفها الجماهير الذواقة عن مستوى الأخضر فكان التعادل السلبي وكانت الغضبة التي تحدث عنها راعي الرياضة الأمير سلطان بن فهد حديث القلب للقلب فكانت كلماته كالبلسم الشافي بل كانت كلماته كالمشرط على الجرح الغائر فكانت أن تبدلت الصورة بدرجة وصلت إلى 180 ليقدم الأخضر صورته المتفردة ووجهه الجميل الذي أرضى كل الأذواق ورسم البسمة في كل الشفاه فكان الفوز الباهر على الإمارات البطل الأسبق حيث أسقطه الأخضر بثلاثية مع الرأفة وكان الفوز على المنتخب اليمني الشقيق بنصف درزن من الأهداف وجاءت موقعة الأزرق الكويتي في نصف النهائي ليتعامل معها لاعبونا ومدربنا الوطني ناصر الجوهر بعقلانية وتوازن حتى حققوا المراد منها وقدموا التأهل لرجل الرياضة الأول الأمير سلطان بن فهد على طبق من ذهب فكان الوصول المشرف إلى منصة التتويج الليلة ومواجهة صاحب الأرض والجماهير المنتخب العماني المتطور الطامح في تحقيق إنجازه الأول ويقيني أن الموقعة لن تكون سهلة وأن الطريق إلى ذهب الخليج التاسع عشر لن يكون هينا لينا بل هو طريق شائك وقوي ويحتاج إلى المزيد من البذل والعطاء ونكران الذات حتى يحقق المنتخب السعودي الفوز الرابع على التوالي في البطولة وهو فوز مطلوب أمام فريق قوي لا يمكن الاستهانة به أو بنجومه الذين يشكلون قوة عظمى في كل خطوطه وبخاصة في مركز الحراسة الذي يقف فيه الحارس الدولي العالمي علي الحبسي فهو يمثل فريقاً قائماً بذاته وعلى لاعبينا أن يتعاملوا جيداً معه فهو حارس إخطبوط قادر على إبطال مفعول معظم الكرات التي تسدد على مرماه ولعل المنتخب السعودي يكون أكثر تمرسا من منافسه المنتخب العماني الذي لا يملك ثقافة النهائيات بنفس القدر الذي يتمتع به المنتخب السعودي ولعلني لا أضيف جديداً عندما أقول للاعبي الأخضر بأن المباراة مباراة لاعبين في المقام الأول قبل أن تكون مباراة مدربين، فالنهائي هو يوم الحصاد واللاعب أي لاعب يطمع في أن يتوج جهوده بالفوز بالبطولة التي قطع في طريقها أكثر من محطة فتبقى المحطة النهائية هي المحطة الأهم بل الأكثر أهمية ويكفي أن نقول بأنها ستوشحهم بالذهب وستضيف إنجازاً إقليمياً جديداً لخارطة الكرة السعودية وهذا في حد ذاته حافز قوي للاعبي الأخضر لكي يتغالبوا على أنفسهم ويقدموا النفس والنفيس والغالي والمرتخص قربانا لشجرة الأخضر الذي يتشرفون بالدفاع عن ألوانه وثقتنا بلا شك بلا حدود في نجوم الأخضر في أنهم قادرون على رسم البسمة وزرع الأمل في النفوس وتحقيق الكأس الغالية والعودة بها من العاصمة مسقط إلى عاصمة العرب رياض الخير والنماء والعطاء وإنا لمنتظرون وأنتم أهلاً لكل ما هو جميل ورائع والليلة يوم الرجال يا رجال الأخضر فكونوا عند حسن الظن ولتجعلوا ختامها مسكاً حتى لا تضيع كل الجهود المبذولة هباء أدراج الرياح ولتعلموا أن أكثر من 22 مليون سعودي ينتظرون عودتكم بالغنائم من عمان بعد أن تسقطوا المارد العماني وتلحقوه بمن سبقوه وانتم قادرون لا محالة.