سألني صديق لحوح جدا ألا تلاحظ أن مستخدمي الهاتف المحمول أثناء القيادة زادوا ، وأصبحوا يشكلون ظاهرة مخيفة وركيزة أساسية من ركائز الحوادث القاتلة بعد السرعة؟ .. ثم أردف سائلا: يا ترى ماذا حدث بالنظام أو اللوائح المرورية الجديدة التي ستطبق على أرض الواقع وسبق أن أعلن عنها.. ومن ضمنها بنود جزاءات مخصصة لمستخدمي الهاتف المحمول أثناء القيادة؟.. وهل فعلا رجال المرور الظاهرون والسريون يقومون بمراقبة قائدي السيارات الذين وبكل استهتار وعدم مبالاة يستخدمون الهاتف المحمول أثناء قيادتهم؟.. وهل فعلا كما يقال أن هناك تقاعساً من رجال المرور في عدم التنفيذ؟ أو أن التنفيذ يتم لفترات ويغفو لفترات؟ أو أنه يطبق على فئة دون الأخرى؟ ثم يا أخي هل فعلا نحن كمواطنين نعي وندرك خطورة وجسامة استخدام هذه الوسيلة التقنية التي بين أيدينا ولدينا القناعة بعدم تجاهل تحذيرات رجال المرور بضرورة عدم استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة؟.. وهل تستطيع أن تؤكد لي أن رجال المرور على مختلف رتبهم لا يستخدمون الهواتف المحمولة أثناء قيادتهم لسياراتهم الخاصة أو الرسمية؟.. أو هل فعلا أن الرجال الواعون في مجتمعنا من ( مدرسين ..وأكاديميين.. و...و...) سيمتنعون عن استخدام الهاتف أثناء القيادة منعاً للحوادث ولكي يرسلوا رسالة للآخرين بضرورة عدم استخدام هذه الهواتف أثناء القيادة؟ الحقيقة لا أخفيكم لم أستطع أن أجيب على أي سؤال طرحه صديقي (اللصقة) سابقا أوتلك الأسئلة الأخرى التي حذفتها من كثرتها أولا وثانيا لا يوجد تحت يدي أي إجابة من مصدر رسمي وثالثا لأنني مثله أحمل نفس الأسئلة في مخيلتي وأرددها كل يوم ، وأتألم عندما أرى سائقي السيارات على مختلف فئاتهم العمرية وانتماءاتهم الطبقية أو الحضارية أو الإجتماعية يقودون سياراتهم بيد واحدة والأخرى بها الهاتف المحمول وقد أخذ في حديث مطول مع الجانب الآخر المتصل به أو أنه يخاطب أهل بيته وتارة (يُشَوِّحْ) باليد التي يسوق بها وتارة (يَهُزْ) رأسه للأمام والخلف بشدة دلالة على أن المتحدث على الطرف الآخر قد أخرجه عن طوره في موضوع ما أو مشكلة ما.. وأحيانا أراه يتحدث بالهاتف وهو ينظر في لوحات (يافطات) المحلات يبحث عن محل.. أو الشوارع الجانبية (ها هذا ولا مو هذا).. فمرة يبطئ في القيادة .. ومرة يوشك أن يقف.. وعلى بقية السيارات في الخلف أن تنتظر مكالمة سعادته لتقرر مصيرها.. سلوكيات أقل ما يقال عنها أنها سلوكيات غير واعية وغير حضارية ، وغير مبالية بما يترتب عليه الحديث بالهاتف أثناء القيادة من عواقب وخيمه لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى .. طيب كيف الدبرة؟! وما هو الحل؟ وماهو المخرج؟؟. أنا في نظري المتواضع أرى أنه يستوجب على الأجهزة المعنية بهذا الموضوع تكثيف المحاضرات التوعوية أو البرامج التلفازية أو الإذاعية لتوصيل خطورة استخدام الهواتف المحمولة أثناء القيادة لكل أذن واعية.. وتوزيع بروشورات بصفة مستمرة بها عبارات وصور كاريكاتورية تهدف إلى حث الجميع بالإقلاع عن هذا المسلك المُهْلِكْ .. وأن تساهم الشركات الكبرى في حث موظفيها بين الحين والآخر بأهمية عدم التحدث بالهاتف المحمول أثناء القيادة ، كما أن على التربية والتعليم والمرافق التعليمية الأخرى من جامعات وكليات بث روح التعاون حول ضرورة عدم استخدام الهواتف المحمولة أثناء القيادة ، وعلى شركات الاتصالات العاملة في البلد أن ترسل رسائل توعوية بين الحين والآخرين لمشتركيها وهم كثر وتعتبرها خدمة للمجتمع وحفاظا على الأرواح كما تبث الرسائل الأخرى التي تهمها وتحصد من ورائها المنفعة المادية لها.