مكافحة الإرهاب دولياً هدف سبق وأن دعت إليه المملكة في وقت مبكر حتى قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي هزت العالم برمته فيما بعد ولازالت المملكة تسعى إلى تحقيق هذا الهدف لأن أي دولة بمفردها مهما أوتيت من القوة والامكانات لا تستطيع محاربة الإرهاب الذي أصبح يدار من خارج الحدود ويتطلب تنسيقاً ومتابعة مستمرة لتطويقه وملاحقته وهذا لا يتوفر إلا من خلال مظلة دولية. هذا الموقف السعودي المتأصل نحو محاربة الإرهاب جدده صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في مؤتمره الصحفي الذي عقده أمس مع معالي وزير الخارجية الهندي في نيودلهي حيث شدد سموه على ضرورة انشاء قوة خاصة لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله تعمل تحت مظلة الأممالمتحدة. إذن على الأممالمتحدة يقع الدور الرئيسي في محاربة الإرهاب لأن ذلك يتكامل مع المهام الأساسية للمنظمة الدولية وهي تعزيز السلم والأمن الدوليين واليوم أصبح الإرهاب أكبر مهدد للسلم والأمن مما يضع أمام الأممالمتحدة تحدياً رئيسياً للقضاء عليه ، وهذا لا يعني التقليل من الجهود الأخرى فردية كانت أم اقليمية ، ولكن بالطبع الجهود الدولية أكثر فاعلية فالإرهاب لا يخص بلداً بعينه كما أشار إلى ذلك سمو وزير الخارجية ولكنه مشكلة عالمية. ولا ننسى هنا أن نشير إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها المملكة مما أدى إلى انحسار ظاهرة الإرهاب بعد النجاحات الكبيرة التي أحرزتها الجهات الأمنية في القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة ، ولم يقتصر نجاح المملكة على الصعيد الداخلي فحسب بل استطاعت أن تصل مع اشقائها في الخليج إلى اتفاقية خليجية مشتركة لمحاربة الإرهاب وعلى المستوى الاقليمي كانت هناك الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب ، ولازالت المملكة تسعى بقوة إلى مو قف دولي لمكافحة الإرهاب حتى تكتمل الحلقات من أجل حماية البشرية من هذه الظاهرة الإجرامية الخطيرة.