يعيش حجاج بيت الله الحرام فرحة العودة إلى أوطانهم وبدا حزنهم على مفارقة الديار المقدسة التي شرف أهلها بخدمتهم ، ولكن تظل قصة الرحلة إلى هذه البلاد الطاهرة وشد الرحال إليها خليطا من المواقف الإنسانية التي تلامس شفاف القلوب. (الندوة) حاولت الولوج إلى عوالم الحجاج واستخلاص نتائج رحلاتهم المباركة فماذا قالوا في يوم الوداع وهم يغادرون تراب هذا الوطن إلى بلدانهم؟. بعت الحلال | في البداية يقول الحاج أحمد قل (59) عاماً وهو أدى مناسك الحج لأول مرة حيث قال: لقد كنت منذ أشهر على وجه التقريب بدأت في التجهيز لأداء النسك هذا الموسم وقمت ببيع بعض ما أملك من (الحلال) لأستغل هذا المال في أداء النسك وكما يعلم المسلم ان الإنسان تراوده أشواقه لأداء الركن الخامس من أركان الاسلام الخمسة ورؤية البيت العتيق وأحمد الله الذي وفقني لذلك وكلي سعادة وحبور. أما الحاج افتخار حسين (65) عاماً يقول من جوار بيت الله الحرام أحمد الله على ما من به عليَّ من حضور لهذه الديار المقدسة ، وبصراحة ان الاستعداد للمجيء إلى هنا يتطلب مزيداً من الوقت والجهد ويحتاج الأمر إلى المال لأن المال يريح المرء ويحرك كل الأشياء المطلوبة، وبالنسبة لي فقد تم الاستعداد للمجيء لأن الجميع يعلم بأن لكل دولة حصة معينة ينبغي ألا تتجاوزها وقد كتب الله لي المجيء إلى هنا ونلت شرف الحضور ولله الحمد. تراب طاهر ومن جهة أخرى قال الحاج أحمد سعدوني (54) عاماً لقد جئت عن طريق الجو حيث أمضينا العديد من الساعات ونحن نحلق في السماء وما أن هبطت الطائرة على مدرج المطار وخرجنا منها إذ بي استنشق هواء هذا البلد الطاهر وأحمد الله لم تواجهني أي صعوبات فقد كان للكرم السعودي أثره الكبير على نفسي طيلة بقائنا في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة ..انها الحجة الأولى التي أحضرها في هذا العام. توفر الخدمات وقالت الحاجة صابرة عبدالحي (29) عاماً لقد جئت إلى هذه الديار المقدسة بعد أن رأيت في المنام أني أقف على جبل الرحمة مع اخواني واخواتي ضيوف بيت الله الحرام.. وعندما ذهبت لأحد المشائخ ليفسر لي هذه الرؤيا قال يا ابني خيراً إن شاء الله وسيكتب الله لك الحج، وفعلاً تيسرت الأمور وأصبحت أحن إلى المجيء وفعلاً جئت مع زوجي وأنا سعيدة بهذا الحج وبالفعل وقفت على جبل الرحمة وتحقق الحلم ، وتضيف: انني عاجزة عن الشكر لما وجدناه من خدمات مثلى وتوفرها هنا وهناك أكد لي بأن هذه البلاد الطاهرة الوحيدة التي تهتم بأمور المسلمين قاطبة فجزى الله حكومة المملكة خير الجزاء. أعجز عن الوصف ويقول الحاج زمام علي (66) عاماً بلهفة انطباعي يعجز القلم عن وصفه ورصده، وأضاف وهو يحاول اخفاء دمعة سقطت من عينيه : أنا سعيد جداً بأداء فريضة الحج التي طالما تمنيت أداءها حتى وصل بي السن إلى (75) عاماً ، بعد أن كنت أجمع المال لأحضر لأداء النسك فالمرء لا يعلم متى يفارق هذه الدنيا الفانية. تحقق الحلم ويضيف الحاج غلام مشتاق (55) عاماً في الحقيقة أنا سعيد لوجودي هنا في مكةالمكرمة وبعد أن منَّ الله عليَّ بأداء الفريضة هذا العام بعد أن كنت أحلم بالمجيء ولكن الله يسرها من عنده وما شاهدته من خدمات جليلة يعجز لساني عن الوصف والتعبير عنها. ويرى الحاج عبدالحق شودري (67) عاماً ان وقوف الملك واشرافه على راحة ضيوف الرحمن ووقوفه أيضاً على الخدمات ليس بمستغرب عليه أيده الله ، ويأتي ذلك حرصاً على تقديم أفضل السبل الكفيلة لإنجاح خطط الحج ولكي يؤدي حجاج بيت الله الحرام منسكهم في أمن وأمان. عناية خاصة وقالت الحاجة زليخة مأمون (41) عاماً: لقد تعودنا من الملك عبدالله بن عبدالعزيز الوقوف مع اخوانه المسلمين في كل مكان ومن ذلك وقوفه إلى جوارهم في المشاعر المقدسة ليرى عن قرب احتياجاتهم ويسهر على راحتهم وان الاشراف المباشر يأتي انطلاقاً من الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة بتوفير الخدمات المتكاملة لراحة ضيوف الرحمن. اهتمام فريد وأكد الحاج بكري اجاد (67) عاماً: أن تواجد القيادة الرشيدة في المشاعر دليل واضح على الرعاية والاهتمام الذي يُبذل لضيوف الرحمن والوقوف الفعلي لمشاهدة الحجيج وهم يتنقلون من مكان إلى اخر تحرسهم عناية الله.