أبرز رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي الاهتمام والعناية الفائقة التي ما فتئت توليها المملكة العربية السعودية بحجاج بيت الله الحرام وتوفير أفضل الخدمات والتسهيلات لتمكينهم من أداء مناسم الحج بيسر وسهولة وطمأنينة وإنشائها لعدد من المشاريع الحضارية الرائدة في هذا الإطار منها مشروع الإفادة من الهدي والأضاحي بتكلفة بلغت ما يزيد على مليار ريال الذي وزع من خلاله (730ر503ر12) من الأغنام . وبين الدكتور أحمد أن مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي قام بناء على دراسات متعددة بشأن تحقيق الإفادة المثلي من لحوم الهدي والأضاحي تم على إثرها في عام 1403ه تشكيل لجنة خاصة للإشراف على تنفيذ المشروع بموجب أمر سام من خادم الحرمين الشريفين حيث تم اللجنة مندوبين من الجهات الحكومية (وزارة الشؤون البلدية والقروية - أمانة العاصمة المقدسة ومكتب مشروع تطوير منى إلى جانب وزارة الداخلية - امارة منطقة مكةالمكرمة ووزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد ووزارة العدل ووزارة المالية ووزارة الحج ووزارة الزراعة وجامعة أم القرى - معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج وكذلك البنك الإسلامي للتنمية . وثمن عاليا الدعم الذي وفرته المملكة العربية السعودية لهذا المشروع بكل التجهيزات الحديثة وجميع المتطلبات اللازمة للتأكد من توافر الشروط الشريعة والصحية في الأنعام التي تعرض في جميع المجازر التابعة للمشروع من اجل تحقيق الحكمة الإلهية البالغة من فرض شعيرة أداء النسك . وأكد توالي نجاحات المشروع منذ بدء تنفيذه في موسم حج عام 1403ه/1983م بدعم المملكة العربية السعودية حتى أصبح بالإمكان توزيع لحوم الهدي والأضاحي على مستحقيها من فقراء الحرم وفقراء المسلمين في نحو (27) دولة لينتفع بلحومها أكبر عدد ممكن من أبناء امتنا الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بدلا عن ما كان في الماضي من دفنها وحرق مخلفاتها في حفر ضخمة . وسرد الدكتور أحمد مسيرة تطور المشروع عاما بعد عام ففي عام 1411ه تم إنشاء مجزرة الجمال والأبقار وفي عام 1420 تم إنشاء المجزرة الحديثة المجهزة بأحدث الآلات والمعدات اللازمة لاداء النسك وتتكون هذه المجزرة التي تعتبر الأضخمن من نوعها على مستوى العالم من أربع واحدت طاقة اسيتعاب كل وحدة منها ما لا يقل عن مئة الف رأس من الأغنام وفي عامي 1425ه و1426ه تم نقل وتطوير مجزرتي معيصم رقم (2) فهي صالة مفتوحة للحجاج الراغبين مباشرة باختيار ما يناسبهم من الأغنام المعروضة وقيامهم بأداء نسكهم بأنفسهم أو الإشراف على أداء النسك أو توكيل البنك الإسلامي للتنمية في ذلك كما أن المجزرة الحديثة مفتوحة للحجاج أيضا حيث يستطيع من يرغب أ، يبتاع مباشرة ويختار نوع الأغنام التي يرغب في شرائها ويكون السعر شاملا ثمن الهدي أو الأضحية مساهمة الحاج في تكاليف الإشراف الشرعي والبيطري وتكاليف الذبح والتنظيف وتوزيع اللحوم وإيصالها لمستحقيها .وتقوم إدارة المشروع في كل عام بالإعلان عن منافسات مفتوحة لتوريد الأغنام والتشغيل والصيانة ونقل اللحوم بالإضافة إلة منافسات تنفيذ الخدمات الأخرى المساندة لأعمال التشغيل . ويعمل في إطار المشروع كل عام أكثر من (35) ألف ما بين جزارين ومساعديهم وأطباء بيطريين ومشرفين شرعيين وإداريين والفنيين المسؤولين عن التشغيل والصيانة والإدارة وتوفير خدمات الإعاشة والرعاية الطبية اللازمة ووسائل النقل كما أن إسكان هذه المجموعة الكبيرة من العاملين يقتضي الإعداد الإداري الدقيق من إدارة المشروع للتغلب على جميع الصعوبات.