يتشرف أهل مكةالمكرمة بخدمة ضيوف الرحمن.. وفد الله الذي جاء من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله في أيام معدودات. وهذا الشرف (نعمة) من نعم الله تعالى على أبناء هذا (البلد الأمين) عليهم أن يكونوا أهلاً لها، حتى يكونوا جديرين بها. ذلك أن هذا الشرف يفرض مسؤوليات، ويتطلب واجبات.. اذا ما تحققت نال أصحابها الأجر الكريم، والثواب العظيم. ومن هذه المسؤوليات والواجبات حسن التعامل مع الحاج، وتسهيل أموره، وإكرامه ومساعدته، وإعانته في حياته اليومية، وفي أدائه للمناسك. فهؤلاء الحجاج هم إخواننا.. (فالمسلم أخو المسلم).. هم أهلنا.. تركوا ديارهم وأسرهم وابناءهم وتجشموا المشاق للوصول إلينا.. داعين، متضرعين، مبتهلين.. فلا أقل من الترحيب بهم، وحسن التعامل معهم.. ولابد أن يتسم هذا الترحيب بالمحبة، والصدق، والبذل، والعطاء.. ولنا في قيادتنا الرشيدة قدوة حسنة فيما تبذله من إمكانات جبارة لخدمة هؤلاء. لكن الذي يجعلنا نتألم من أجله خروج البعض عن سنة آبائهم وأجدادهم التي تعود الى أيام الجاهلية، والتي عززها الإسلام الحنيف بسقاية الحجاج ورفادتهم.. أقول خروج اولئك الطامعين عن هذه السنة الحميدة، وتعاملهم مع ضيوف الرحمن بروح الجشع والطمع، من مغالاة في أسعار السلع، وبخاصة المواد الغذائية التي وفرتها حكومتنا الرشيدة بشكل كبير، واستغلالهم بعض الخدمات لتحقيق دخل أوفر.. وهم يجهلون أن أجر الله أكبر.. ومن يكرم وفد الله يكرمه الله في الدنيا والآخرة.. والله ولي المتقين. للفاهمين فقط: وداوها بالتي كانت هي الداء..!.!.!.