سيكون الملف الإيراني أحد الملفات الساخنة أمام الإدارة الأمريكية وقد أخذ هذا الملف حقه من الجدال أثناء انتخابات الرئاسة الأمريكية حيث كان الرئيس المنتخب باراك أوباما يعبر عن سياسة معتدلة في التعامل مع ايران وأسلوب جديد قائم على استخدام الدبلوماسية إلى أقصى مدى ممكن، عكس جون ماكين الذي كان يتغنى دائماً بحلم ضرب إيران، وعكس هيلاري نفسها التي كانت تميل إلى نفس أسلوب ماكين في التعامل مع إيران. ولكن باختيارها وزيرة للخارجية فليس أمام هيلاري إلا أن تنفذ سياسة أوباما ومن ضمنها سياسته تجاه إيران. ولكن عنصر التشديد دائماً في التعامل مع إيران هو إسرائيل سواء من داخل اللوبي اليهودي النافذ أو من خلال تصريحات المسؤولين الإسرائيليين أنفسهم. ولما كانت إسرائيل تعرف أن أوباما يميل إلى الاعتدال فهي تخطط الآن لتوجيه ضربة إلى إيران مستهدفة مفاعلها النووي. أي انها تريد أن تضع أوباما عندما يأتي أمام موقف حرج. ولهذا جاءت التحذيرات من الادارة الحالية إدارة بوش لإسرائيل ألا تقدم على مواجهة عسكرية مع ايران قد تصطدم مع المصالح الأمريكية التي تريد تسوية أوضاعها في العراق. ومن شأن أي هجوم إسرائيلي على ايران أن يعيد خلط الأوراق من جديد ويدخل المنطقة بكاملها في مرحلة جديدة من الاضطراب وعدم الاستقرار قد لا يعلم أحد متى تنتهي.