لم يعط حلف شمال الأطلسي الضوء الأخضر لاوكرانيا وجورجيا للانضمام الفوري إلى الحلف ولكنه ترك هذا الأمر في حكم الوارد في أي يوم ما ، وبالطبع كان وراء هذا القرار الفضفاض المعارضة القوية لجمهوريات روسيا الاتحادية التي رأت في هذه الخطوة تجاوزاً للخط الأحمر حيث سبق وأن ضم الأطلسي في عضويته كثيراً من الجمهوريات السوفيتية السابقة وكل الدول الأوروبية التي كانت تابعة للمعسكر الشرقي ودول حلف وارسو ، ووصل الأمر إلى أن حلف الناتو عرض على روسيا نفسها الانضمام إلى الاطلسي في إشارة معنوية إلى أن روسيا لم تعد تلك الإمبراطورية القوية التي يمكن أن تهدد تحركات الأطلسي، ولكن رغم ذلك فلا يزال لروسيا من الأوراق ما يمكن ان تلعب به ولكن في نطاق ضيق جداً، فمثلاً موقف روسيا من الدرع الصاروخي الأمريكي لازال يقلق الولاياتالمتحدة وتريد الوصول إلى تسوية مقبولة في هذا الشأن وبهدف الوصول إلى هذه التسوية رأت الولاياتالمتحدة قبل انضمام اوكرانيا وجورجيا الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين واستجابت للضغوط الداخلية للحلف والمتمثلة في موقفي المانيا وفرنسا الرافضتين لأي مواجهة في الوقت الراهن مع روسيا. وبالأمس وصل إلى بوخارست الرئيس الروسي فلادمير بوتين الذي لم يخف استياءه من قرار الأطلسي بشأن ترك الباب مفتوحاً أمام عضوية جورجيا وأوكرانيا ، حيث إن موسكو ترى في انضمام هاتين الدولتين خطأ استراتيجياً كبيراً لحلف الأطلسي. ولكن رغم النبرة الروسية الحادة إلا أن الأطلسي أصبح لا يعير اهتماماً كبيراً للمعارضة الروسية التي لم تعد مجدية بعد تفكك الامبراطورية السوفيتية ، ويتضح ذلك جلياً في مسألة استقلال كوسوفا حيث اعترفت بهذا الاستقلال الولاياتالمتحدة وكثير من الدول الأوروبية رغم التحذيرات القوية التي أطلقتها روسيا من أجل عدم الاعتراف بهذا الاستقلال. إذن خطط توسيع الأطلسي ماضية وسوف تصل إلى هدفها وستجد روسيا نفسها في نهاية الأمر مرغمة على التعامل مع الأمر الواقع.