يقدم الداعية الإسلامي الدكتور طارق السويدان يومياً على قناة الرسالة الفضائية برنامجاً بعنوان (أسرار الحج) يناقش فيه الأسرار والمعاني والعبر المتعلقة بفريضة الحج حتى يتفهم المسلمون المقاصد الحقيقية من هذه الفريضة العظيمة ويوضح معنى الآية الكريمة (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى). وأوضح السويدان ان الحج فريضة لها شعائر أوجبها الله عز وجل على الحجيج وكثير من الناس ينشغلون بمظاهر الحج, وهذا مهم وضروري ولكن هناك كثيراً من الأسرار والمعاني والعبر وراء هذه الحركات التي يجب على الحاج أن يفهمها حتى يتحقق مقصده من الحج ومن هذه الدروس أن الحج درس في التوكل وليس التواكل فهو يبدأ بالاستعداد المعنوي والمادي معا لذلك يقول الله عز و وجل (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)، وقصتها أن جماعة من أهل اليمن أرادوا الحج وخرجوا إلى الحج دون مال ولا طعام، فهكذا فهموا الدين، وقالوا : نحج بيت الله ولا يطعمنا الله؟! كيف؟ نحن ضيوف عند الله سبحانه وتعالى، الله سيغفر لنا وفي نفس الوقت سيطعمنا، فنزل قول الله تعالى يعلمهم : (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) تزودوا بالمال، بالطعام، بالراحلة الصحيحة، تزودوا، استعدوا، إذا لم تستعدوا, فقط خرجتم هكذا بدون مال وبدون طعام كما يظن بعض الناس, فهذا اسمه تواكل، وليس توكلاً. التوكل الحقيقي أن يستعد الإنسان بكل ما يستطيع ويسلم نفسه لله، ومن لم يفعل ذلك وسلم الأمور لله دون أن يبذل جهدا فهذا تواكل، والنبي صلى الله عليه وسلم علمنا هذا المعنى من خلال تعليمه لهذا الأعرابي الذي جاء إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وعنده ناقة، فلم يربطها عند باب المسجد وأراد أن يدخل، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم : لماذا تفعل هذا ؟، قال : الله سبحانه وتعالى يحفظها، قال : اعقلها وتوكل،أي اربطها وتوكل، التوكل الحقيقي هو أن الإنسان يبذل جهده، أما أن يسلمها لله بدون جهد منه فهذه معصية وتقصير، ولذلك قال العلماء : ترك اتخاذ الأسباب معصية، يجب أن نتخذ الأسباب، فالتزود للحج هذا واجب ولا يجوز أن نسلم الأمور ونقول هي لله ولا شأن لنا، فهذا عجز وتواكل وليس بتوكل، إذن الأصل هنا هو (وتزودوا): استعدوا، توكلوا على الله سبحانه وتعالى حق التوكل، (فإن خير الزاد التقوى). (أسرار الحج) يذاع يوميا الساعة الثامنة مساء بتوقيت مكةالمكرمة.