(أنا منكم وإليكم) بهذه العبارة الصادقة خاطب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الإعلاميين من رؤساء تحرير الصحف والمجلات السعودية بحضور معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني ، في تأكيد منه أيده الله لحبه لهذه المهنة وأهلها والقائمين عليها لما يقومون به من رسالة عظيمة تجاه أمتهم ومجتمعهم ولتأكيد ذلك حرص المليك المفدى أن يطرح أمام رؤساء تحرير الصحف قضايا في غاية الأهمية ليشركهم ايده الله في التوعية بها عبر الوسائل الإعلامية كافة ، فعندما يقول حفظه الله إن العالم الآن في حرب خفية ، حرب اقتصادية ، فعلى رجال الإعلام أن يكونوا على قدر الثقة فيهم وأن يتحروا الدقة تماماً في ما ينشر عبر وسائل الإعلام في هذا الوطن الغالي حتى لا يؤتى الوطن من أبنائه ، فبلادنا والحمد لله تتمتع باقتصاد قوي وتشهد نهضة تنموية عملاقة وتشهد وفرة في السيولة ، وقادرة بحول الله وقوته على مواجهة كافة الازمات ، فهذه مزايا عظيمة لاقتصادنا ينبغي التركيز عليها لأن نشر الحقيقة في ظل أجواء الحرب الخفية هذه يبث روح الاطمئنان ، وبما أن الدولة ايدها الله تقوم بواجبها كاملاً بفضل الله ثم بفضل القيادة الرشيدة فعلى الجبهة الداخلية أن تكون متماسكة وهنا تظهر مهمة الإعلام. قضية أخرى مهمة طرحها خادم الحرمين الشريفين في ذلك اللقاء المبارك هي قضية حوار الأديان وهي دعوة في الأساس أطلقها خادم الحرمين الشريفين ووجدت التأييد من علماء المسلمين كافة من داخل المملكة وخارجها وخلال مؤتمر رابطة العالم الإسلامي بمكة عبر العلماء عن سعادتهم عن هذه الدعوة وبلوروا آراءهم وأفكارهم للحوار مع الآخر من أتباع الديانات الأخرى وجاء مؤتمر مدريد ليجسد ما كان يدعو اليه خادم الحرمين الشريفين وتتفاعل دعوة المليك المفدى لتصل إلى أروقة الأممالمتحدة وتتبناها الأممالمتحدة وسيشارك خادم الحرمين في المؤتمر الدولي للحوار بين اتباع الأديان النابع من فكرته ودعوته أيده الله. وتأتي مشاركة القائد المفدى ليظهر كما أوضح ذلك حفظه الله ان الإسلام إسلام حوار لا إسلام قوة وبطش. وهنا أمام رجال الإعلام مهمة عظيمة هي أن يتفاعلوا بصدق مع دعوة خادم الحرمين الشريفين وجهوده الصادقة المخلصة التي جعلت الأممالمتحدة تتبنى فكرته ودعوته فعلى الإعلام الوطني بصفة خاصة تنشيط دوره في التركيز على مبدأ الحوار وعلى سماحة الإسلام فقد قامت الحملات الغربية بنشاط محموم ومسموم لالصاق تهمة الارهاب بالإسلام ولكن كل ذلك تراجع أمام الحقيقة الناصعة عن الدين الإسلامي الحنيف والتي بذلت المملكة جهداً كبيراً لتوضيحها ، وعلى الإعلام استكمال المشوار بالتركيز على وسطية الإسلام وتشجيعه للحوار وما يحمله من مبادئ ومثل للتعايش مع الآخر لا مصادمته ، فحوار الحضارات دعوة صادقة من خادم الحرمين الشريفين لتبيان خصوصية هذا الدين الحنيف. قضية أخرى ركز عليها خادم الحرمين الشريفين هي قضية الدين والوطن وأن هذه لا مساومة عليها وكثيراً ما ردد المليك المفدى هذه العبارة ، وترديدها مرة أخرى أمام الإعلاميين لها مغزاها وهدفها وهو أن يكون الدين والوطن في لب اهتمام الإعلاميين فهذا وطن الإسلام ومن هنا نبعت الرسالة السماوية خاتمة الرسالات فعلينا العض عليها بالنواجذ والمنافحة عنها بكل ما نملك من رأي وكلمة ، كما أن الوطن فوق الجميع فهو وطن المقدسات وطن الاباء والاجداد الذين ضحوا بكل غالٍ ونفيس من أجل المحافظة عليه. ولا جدال في أن طرح خادم الحرمين الشريفين لهذه القضايا أمام الإعلاميين يؤكد ثقته حفظه الله في هذه الشريحة الوطنية الهامة وليس ذلك غريباً عليه فقد وقف أيده الله مع الإعلام والإعلاميين في مواقف كثيرة مما مكنهم من أداء رسالتهم بكل ثقة واقتدار.