كان التعادل السلبي أمام المنتخب البوليفي الزائر الذي لعب بعشرة لاعبين فقط هو الشرارة التي أشعلت غضب جماهير كرة القدم البرازيلية على منتخبها الوطني الأول ومدربه كارلوس دونجا. فقد استخدمت وسائل الإعلام البرازيلية أمس الخميس كلمات مثل “الإخفاق التام” و”الغضب” و”العار” في تعليقاتها على التعادل المهين أمام بوليفيا في الليلة السابقة ضمن تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لبطولة كأس العالم لعام 2010 بجنوب أفريقيا. وطالبت الجماهير التي حضرت اللقاء في استاد “إنجينياو” ، الذي كانت نصف مدرجاته تقريبا خالية ، بإقالة دونجا مهللة “أديوس” أو “وداعا” كما أطلقت عليه لقب “بورو” أو “الحمار”. وكتبت صحيفة “أو جلوبو” اليومية تقول “في استاد إنجينياو الذي حضر فيه جمهور صغير ، كانت كرة القدم مفتقدة أيضا”. وانتقدت الصحيفة فشل المنتخب البرازيلي في خرق الدفاع البوليفي حتى بعد طرد مدافع بوليفيا إجناسيو جارسيا في الدقيقة 53 من المباراة. وأكد الناقد الرياضي روبرتو أساف في صحيفة “لانسي” اليومية أن “البرازيل لعبت ليلة (الأربعاء) ربما أسوأ مباراة لها في سنوات عدة”. وطالب أساف صاحب التأثير الكبير في الساحة الرياضية بالبرازيل بإقالة دونجا قائلا “لقد سمع دونجا صفارات الاستهجان ضد المنتخب الوطني منذ الدقيقة 27 ، ولكنه فشل في إدخال أي تغييرات على الفريق من الناحية الفنية. والأسوأ من ذلك أنه كان شديد الجبن ليقدم على استغلال طرد جارسيا”. وأضاف أساف “إنه (دونجا) حمار بالنسبة للجماهير .. فماذا يكون بالنسبة لك ريكاردو تيكسيرا”؟ موجها سؤاله إلى رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم. ولا شك في أن موقف دونجا قد ضعف كثيرا بعد تعثر لاعبيه الأخير ، ومع ذلك فلا توجد أي إشارة صريحة على أن اتحاد الكرة البرازيلي قد يفكر في إقالته الآن. فعندما وصل تيكسيرا استاد إنجينياو يوم الأربعاء ، أشاد بالعمل الذي يقوم به دونجا مصرا على أنه “مدرب جيد”. ولكن هذا التعليق جاء عقب فوز البرازيل على مضيفتها شيلي 3/ صفر يوم الأحد الماضي وقبل التعادل المحرج أمام بوليفيا. وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في ريو دي جانيرو عقب مباراة بويلفيا ، استبعد دونجا نفسه تقدمه بالاستقاله. وقال دونجا “سأستمر في عملي. فمن الطبيعي أن نواجه صعوبات ، ولم يسبق للمنتخب الوطني أن مر بمشوار سهل في تصفيات كأس العالم. ففي التصفيات المؤهلة لكأسي العالم في الولاياتالمتحدة عام 1994 وفي كوريا واليابان عام 2002 تأهلت البرازيل للنهائيات خلال الجولة الأخيرة من التصفيات”. وكانت هاتين البطولتين باللذات شهدتا إحراز البرازيل للقبيها الرابع والخامس بكأس العالم. ومع ذلك فإن الجماهير البرازيلية لم تصل إلى قمة استيائها من لاعبيها من قبل كما هو الحال الآن. فبرغم الفوز على شيلي في سانتياجو بثلاثة أهداف نظيفة ، كان الإقبال ضعيفا للغاية على تذاكر مباراة بوليفيا. وأشارت وسائل الإعلام البرازيلية إلى أنه لم تبع سوى 20 ألف تذكرة لمباراة بوليفيا مما دفع اتحاد الكرة البرازيلي لتوزيع بقية التذاكر في محاولة لتجنب ظهور فراغات كبيرة في مدرجات الجماهير باستاد “إنجينياو” الذي يسع في الأساس 45 ألف متفرج. وكان صبر الجماهير في الاستاد فد نفد قبل مرور نصف ساعة فقط من مباراة بوليفيا. ومع نهاية اللقاء كانت الجماهير تهتف “وداعا يا دونجا”! و”فريق مخز”! بينما كانت تهلل لمنتخب بوليفا المتواضع قائلة “بوليفيا! بوليفيا”!