يسعى منتخبنا الاول لكرة القدم الى تجاوز بدايته المتعثرة عندما يحل ضيفاً على نظيره الاماراتي اليوم الاربعاء على استاد محمد بن زايد في ابوظبي في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية ضمن التصفيات الاسيوية المؤهلة الى مونديال 2010 في جنوب افريقيا. ويسعى منتخبنا السعودي الى تحقيق فوزه الاول بعدما تعثر في مباراته الاولى بالتعادل مع ايران 1-1 في الرياض. وقدمت السعودية مستوى جيد بقيادة مدربها الوطني ناصر الجوهر، وكانت في طريقها للفوز عندما تقدمت بهدف سعد الحارثي في الدقية 28، قبل ان تعادل ايران النتيجة عبر جواد نيكونام في الدقيقة 83، مع العلم ان الحكم الاسترالي مارك شيلد حرمها من ركلة جزاء صحيحة بعد عرقلة واضحة تعرض لها المهاجم الواعد فيصل السلطان داخل المنطقة الايرانية. وقد يعمد الجوهر الى اجراء تغييرات على التشكيلة التي شاركت امام ايران، وخصوصا في ظل غياب المدافع رضا تكر للايقاف والتوقعات بالدفع بياسر القحطاني منذ البداية بعدما لعب بديلا لفيصل السلطان في الشوط الثاني في المباراة الاولى. ويملك الجوهر حلولا هجومية عدة بوجود مالك معاذ العائد الى التشكيلة بعدما ابعدته الاصابة عن المباراة الاولى، وسعد الحارثي صاحب الهدف والذي شكل مع السلطان ثنائيا مميزا وان كان عاب الاخير كثرة اهدار الفرص السهلة. واكد حسين عبد الغني قائد المنتخب السعودي ان (الاخضر جاء الى ابوظبي من اجل الفوز رغم ان الخسارة المفاجئة للامارات امام كوريا الشمالية ستجعلها تقاتل من اجل الفوز ايضا). وتابع (المباراة اليوم تتطلب من المنتخبين السعي للحصول على أول ثلاث نقاط، وستكون غاية في الصعوبة على الطرفين بالنظر الى حساسيتها وحرص الطرفين على تعويض تعثرهما في الجولة الاولى). واعتبر عبد الغني ان (المنتخب السعودي كان الطرف الافضل في مباراة ايران وكان يستحق الفوز لكن الحكم تغاضى عن ركلة جزاء واضحة لصالحنا كانت كفيلة بحسم نتيجة المباراة). يذكر ان السعودية دأبت على المشاركة في نهائيات كأس العالم منذ مونديال الولاياتالمتحدة عام 1994، في حين شاركت الامارات مرة واحدة في مونديال ايطاليا عام 1990. بدورها تعرضت الامارات لخسارة مفاجئة على ارضها امام كوريا الشمالية 1-2 في الجولة الاولى، وضعتها امام خيارات ضيقة ليس اقلها ضرورة تحقيق الفوز على الأخضر اليوم في حال ارادت العودة بسرعة الى المنافسة على احدى بطاقتي المجموعة الى النهائيات مباشرة. وقبل انطلاق منافسات الدور الرابع الحاسم من التصفيات، كانت الطموحات الاماراتية كبيرة بتحقيق نتيجتين ايجابيتين في الجولتين الاولى والثانية في ابوظبي، لكن الخسارة امام كوريا الشمالية خففت كثيرا من الامال المعقودة على (الابيض) الذي فشل في تقديم مستوى مميز في اختباره الاول. وتعرض الفرنسي برونو ميتسو مدرب الامارات الى انتقادات واسعة من الصحافة المحلية لفشله في التعامل مع معطيات المباراة الاولى واعتماده خطة عقيمة عجزت عن فك اسرار الدفاع الكوري الشمالي المتماسك واوجدت تباعدا بين الخطوط اثمر هدفين كوريين من كرتين مرتدتين. كما طالت الانتقادات ميتسو لعدم اشراكه بعض اللاعبين وخصوصا مهاجم الاهلي فيصل خليل هداف الدوري في الموسم الماضي، لا سيما ان المنتخب الاماراتي يعاني من عقم واضح في خطه الامامي. ورغم الانتقادات، فان الجميع توافقوا على ان الفوز على السعودية سيفتح صفحة جديدة، استنادا الى تجربة دورة كأس الخليج الثامنة عشرة التي استضافتها ابوظبي اوائل عام 2007، عندما خسرت الامارات مباراتها الاولى امام عمان قبل ان تعود وتحرز اللقب للمرة الاولى في تاريخها بفوزها على الاخيرة في النهائي 1-صفر. وتأمل الامارات ان تعيد اليوم ذكريات سيناريو (خليجي 18) عندما هزمت السعودية نفسها 1-صفر في نصف النهائي، مع الاعتراف بان تجاوز (الاخضر) لن يكون سهلا استنادا الى المستوى الجيد الذي قدمته في مباراته امام ايران. ومن المتوقع ان يلجأ ميتسو الى تغييرات في التشكيلة التي ستخوض مباراة السعودية لاسباب تكتيكية او للاصابات التي يعاني منها بعض اللاعبين، حيث سيعود ماجد ناصر لحراسة المرمى بعدما غاب عن لقاء كوريا الشمالية للايقاف، كما قد تكون الفرصة سانحة لمشاركة فيصل خليل ولاعب الجزيرة احمد دادا منذ البداية. ويحوم الشك حول مشاركة لاعبي الوسط عبد الرحيم جمعة وسبيت خاطر وهلال سعيد بسبب الاصابات المتفاوتة، على ان تتحدد مشاركتهم من عدمها صباح يوم المباراة حسب ما أكد رئيس الجهاز الطبي للمنتخب الاماراتي جلال غالي. ولجأ المدرب ميتسو الى رفع معنويات لاعبيه في التدريبات الاخيرة، معتبرا ان (الفرصة ما زالت قائمة والقدرة على تعديل الوضع ممكنة، وان خسارة مباراة واحدة لا تعني ابدا نهاية المطاف)