كعادتنا في المجتمعات العربية أقمنا الدنيا واقعدناها ولم يتبق سوى أن نطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للتنديد بذلك المطرب المسكين الذي جادت علينا قريحته بسمفونية غنائية تغنى فيها بالحمار أعزكم الله والتي حققت مبيعاتها آنذاك أرقاماً فلكية تجاوزت خانات الملايين بكثير وكتب في ذلك الوقت أحد المثقفين العرب الكبار معلقة عصماء ينعي فيها ببالغ الأسى والحزن الذوق العام العربي وفي فترة بسيطة تناثرت مقالات عديدة ترد على معلقة هذا المثقف العربي الكبير تستهجن اسلوبه في كبت حرياتهم ومنها حرية التعبير الذي يرغب أن يمارسها هذا الكاتب على حد تعبيرهم ومادام ان المسألة هي حرية تعبير والتي عادت الينا نسماتها بأشكال مختلفة قرر الحزب الديمقراطي فيما يسمى اصطلاحاً الكونجرس الامريكي خوض سباق الرئاسة للوصول الى البيت الابيض باعداده حملة انتخابية مأهولة لمرشحهم الذي اختار الحمار شعاراً لحملته ويبدو ان الحزب الديموقراطي أحزنه موقفنا تجاه مطربنا طيب الذكر واغنيته التي تغنى فيها بالحمار ولا نستبعد ان تكون جميع الخطب التي ألقاها مرشح هذا الحزب وسوف يلقيها تتحدث عن الحمار وعن ضرورة ان يستعيد امجاده وهيبته التي اهدرتها العديد من المجتمعات ومنها المجتمعات العربية الأمر الذي ادى الى اصابة معظم أقلامنا العربية لمثقفين وغير مثقفين التي نددت وهتفت ضد ذلك المطرب بالشلل التام . وتأتي المعضلة الأخرى في الجانب الانتخابي الثاني الحزب الجمهوري الذي اختار مرشحه الفيل شعاراً لحملته الانتخابية الأمر الذي تورطت فيه العديد من الدول العربية التي استعدت لاطلاق حملة وطنية لمحاربة السمنة وبما ان الفيل سمين فقد اصيبت هذه المجتمعات بالاحراج وبدأت في استحياء في لململة اوراقها ارضاءً للفيل بل انه في الهند كرم الفيل باقامة دوري لكرة القدم اللاعبون فيه الفيلة، العالم في حالة ترقب ومن يدري فقد نشاهد مستقبلاً حمار اف 16 وفيل بي 52 لكننا سننتظر من يصل ولنحلم قليلاً ان أياً منهم سيلتفت الينا والى قضايانا بعين حمار أو بعين فيل مؤملين ان لا يكون عشمنا هذا كعشم ابليس في الجنة ومن الأفضل لنا وحتى تتضح الرؤية ويهدأ غبار هذه المعركة الامتناع عن السب والشتم لأي كائن كان باسم هذين الحيوانين الوديعين الاليفين الجميلين ودعونا نتغنى بهما ولننسى الذوق والمثاليات الذي افردت له اقلامنا صفحات طوال ومخطوطات لا حصر لها ولنكن واقعيين قليلاً فهذا عصر الحمير وحرية التعبير ومن يدري فربما غداً نذهب الى مدارسنا ومقار أعمالنا بواسطة احد هذين الحيوانين وما نتمناه أن تكون لوحاتهما أرقاماً مميزة حتى نجذب الأنظار سواء للفيل أو الحمار وسلامتكم. (تعتيمه): إحِذْرَ منَّ المَظلُومْ سَهْماً صَائباً واعلَمَ بأنَ دُعَاءه لاَ يُحجَب وادع لَرِبَكْ إنَه أَدنَىَ لَمِنْ يَدعُوُهَ مِنَ حبَل الَورَيِدْ واقرب