من الظواهر السلبية ارتفاع معدلات استقدام الخدم لحاجة ودون حاجة مما جعل الكثير من الأسر يتعرضون للسرقات والهروب المتكرر من الخدم واحداث بعض المظاهر السالبة في المجتمع ازاء هذه الظاهرة استطلعت (الندوة) آراء أولياء الامور وعدد من التربويين والبداية مع حميد الحارثي الذي قال ان الظاهرة الخطيرة ادت لوجود هؤلاء الخدم في المجتمع منها: دخول المجتمع عصر الترف، فتغيرت صورة البيت من حيث البناء والأثاث والمقتنيات، فزادت أعباء الخدمة في هذا البيت الكبير، فكان لابد من خادمة تساعد ربة البيت، ومن ثم تطورت هذه الحاجة الى المزيد من الخدم، والى السائق الخصوصي والمربية.. الخ اتساع وتعدد مجالات عمل رب الاسرة وخروج المرأة للعمل وغيابها عن البيت واقبال الفتيات على مواصلة التعليم بغرض الحصول على الشهادات العليا ومن ثم العمل مما ادى ذلك الى وجود الخدم والسائقين وتقصير بعض الامهات والزوجات في واجباهن المنزلية مما اضطر رب الاسرة لاستقدام خادمة واضاف الحارثي ان على رب الاسرة المسئولية في مراقبة ابنائه وعدم تركهم مع الخدم وكذلك اختيار الخدم المسلمين المدركين لدور التربية هو الاهم في هذا الموضوع واعتبر عبدالرحمن القرني ان كثرة افراد الاسرة من بنات وبنين تجعل الحاجة الى المزيد من الرعاية والخدم وكثرة اعباء الحياة سيما اذا كانت الزوجة عاملة فالأمر يتطلب وجود الخدم لكن لا يعني ان يسلم لهم كل شيء في المنزل واشار القرني أن دور الاسرة الفاعل في القضية من حيث الاختيار لنوعية الخدم واستغرب القرني من بعض اولياء الأمور الذي يسلم اطفاله للخدم الذين يذهبون بهم الى الاسواق ومحلات الترفيه دون رقيب. عبدالله الغامدي اكد ان التقليد والمحاكاة، وحب الظهور بالمظاهر البراقة والتفاخر بكثرة الخدم والسائقين كل ذلك من الاسباب التي ادت الى وجود الخدم والسائقين ولكنك اذا تأملت واقع كثير من الذين ابتلوا بالخدم ظهر لك ان الدافع لذلك ليس هو الحاجة الملحة والضرورة، وانما الدافع الحقيقي للاستقدام والاستخدام هو الرغبة في التنافس وحب التقليد، ان مما يدل على بطلان دعوى الحاجة الى الخدم وهذا مرض اجتماعي خطير ومن أمراض الترف : ان بيوت الناس ومنازلهم اليوم احسن حالاً من الزمن السابق من حيث التصميم والنظافة وسهولة الصيانة وتوفر الأجهزة المختلفة المعينة على ذلك والتي توفر الجهد والوقت ولا أعتقد من داعي لوجود الخدم. من جانبه يرى احمد الغامدي ان ظاهرة الحاجة الى الخدم لم تقتصر على المدن الكبيرة او على اسر معينة لها ظروف خاصة بل تعدت ذلك الى القرى والهجر التي لم تكتمل فيها الخدمات الضرورية والى اسر فقيرة محدودة العدد والدخل واشار الغامدي ان مع وجود الفتيات القادرات على أعمال المنزل لا حاجة الى خادمة للقيام بحاجات الاسرة وبين الغامدي ان للخدم والسائقين خاصة خطراً كبيراً لانهم يؤثرن على الاسرة وعلى الابناء بشكل كبير وذلك بمخالطتهم والعيش معهم تحت سقف واحد لذا فانه ينشأ نوع من العلاقة والتفاعل الاجتماعي بين افراد الاسرة مع الخادمات والسائقين ومنه يكون التأثر والتأثير. مفاهيم خاطئة اما عبدالله الحربي فيقول اثر الخدم على الفكر وبث الافكار المنحرفة واشاعة الرذيلة والمفاهيم الخاطئة كيف لا وقد اصبحت الواحدة منهن في كثير من البيوت ولكثير من الاطفال بمثابة الأم والاخت والصديقة والاستاذة لما يحصل لها من التفرد المطلق والصحبة الطويلة مع الاطفال. ولما تحظى به من ثقة الوالدين المطلقة والاتكالية التامة عليها في امور ادارة البيت وتربية الاولاد، وبذلك تتمكن من تركيز وغرس ما عندها من العقائد والافكار والمفاهيم والاتجاهات والقيم المنحرفة بعبارات مريبة والفاظ غريبة قد لا تدرك من أول وهلة او لا يفطن لها الا بعد حين يوم تترجم هذه الامور الى سلوك عملي رهيب واتجاهات ظاهرة من اولئك الاطفال بين حين وآخر او عندما يكبرون تصبح عاداتهم سيئة عندها يكون التقويم السوي معها صعبا وتساءل الحربي ما الفائدة من الخدم ؟ هل اسعدت الزوجة الزوج بأن يأكل مما عملت يداها ويهنئها على ما عملت؟ ويغرس في نفسها حب المنزل ويشجعها عليه؟ أم قدمت الام لأطفالها الذين هم ثمرة الحياة وزينتها؟ ماذا فعلت بهم؟ اوكلتهم للخادمة في كل شيء! حتى اصبح هؤلاء الاطفال لا يرون افضل ولا ارحم لديهم من هذه الخادمة، اذا كانت هذه هي الفائدة التي ترجوها ربة البيت من الخادمة فانها قد ارتكبت خطأ جسيماً في حق نفسها وأطفالها ومجتمعها.