سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ما بين السرور والآلام نشرت رحيق فكري على صفحات الندوة في شوارع مليئ بالشجن عبدالله غريب .. أسست من خلالها موهبة التعاون مع الصحافة
قشة قصمت ظهر البعير في مشعر منى أجبرتني على السير ..!!
من وجهة نظري أعتبر الندوة مدرسة خرجت عددا من الإعلاميين البارزين الذين غادروها مكرهين ليعملوا بعد التمرس في أروقتها في صحف أخرى بكل نجاح بعد أن تعاقب عليها ظروف لا يمكن استعراضها في هذه العجالة لخصوصيتها التي قد لاتخفى على الجميع وبخاصة الوسط الإعلامي. لقد بدأت تعاوني مع الندوة بالمجان من الطائف يعني دون النظر للماديات بإيعاز من الزميل الصدوق عبد الله السبيعي الذي حفزني وشجعني لحمل هذا الهم الإعلامي وإن كنت قد ساهمت بموضوعات منذ عام 1395ه بدءاً من جريدة الرياض والجزيرة وعكاظ وكان سعيد الصبحي مسؤول تحرير صفحة تعنى بالأقلام الفضل لانطلاقتي في كتابة المقال حينها كانت وسيلة إيصال المشاركات بواسطة البريد قبل الفاكس. السبيعي كان مراسلا للندوة في الخرمة والطائف حين تعرفي عليه في الكلية المتوسطة بالطائف كدارسين نكمل على رأس العمل في التعليم معلمين وكان وقتها همزة الوصل بيننا وبين التحرير الزميل الخلوق صالح السهيلي عن طريق الهاتف وعلى حسابي إذ زاد حماسي كل ما قرأت أخباري أو تحقيقاتي مع المسئولين أو اتصل بي زميل يشيد أو ينتقد ما نشر لي حيث أجريت حوارا موسعا مع الرئيس العام لتعليم البنات الشيخ العودة عندما افتتح مبنى تعليم البنات بالطائف زار الباحة بعدها وكنت برفقته لتغطية الزيارة ثم تنامت عندي الموهبة حتى نقلت الباحة فزادت شهرتي حينها كنا أنا والزميل محمد علي مدير مكتب المدينة بعد أحمد حامد رئيس النادي الأدبي حاليا وكنت بصحبة عبد الرحمن الشاعر مدير المكتب نتقاسم هموم المنطقة وننقل آلام وآمال مواطنيها عبر هذه الصحيفة الغراء التي تعتبر الصحيفة الثانية التي ارتأت فتح مكتب لها في الباحة ومن خلال جهودنا المتواضعة زادت مكانتها في الإدارات الحكومية وفي قلوب القراء حتى ولو كان مجاملة لنا فقد عرفها الكثير من المثقفين من خلال ملاحقها وبالذات الملحق الثقافي المتميز في عهد الصحفي اللامع محمد المفرجي - رحمه الله - وكذا صفحات الرياضة والتحقيقات والمحليات ثم واصلت المشوار في عهد حامد مطاوع الذي كان مثالا للوقار وبعدها طلب مني الأخ فوزي خياط كتابة مقال أسبوعي مع كتاب الرأي لحسن ظنه بقلمي واصلت الكتابة عقدا من الزمن بمقالات في طريقها مستقبلا لأن تكون كتابا بعنوان (نبضة قلم) العنوان الذي كنت اكتب تحته حتى عهدها الجديد ومن خلال عملي محررا ومديرا لمكتبها في الباحة عقداً ونصف منذ عام 1405ه تعرفت على مواطني السودان الشقيق من خلال نخبة يعملون في الجريدة بمكة أكن لهم حتى تأريخه كل تقدير لتعاونهم وهدوئهم وحسن تعاملهم معي شخصيا كما أتيحت الفرصة لأن أعمل مع الزميل علي العميري وفهد الأحيوي وعدد من المصورين أمثال الحرازي والعنهمي وابنه فترة ليست قصيرة وخاصة أثناء تغطية مواسم الحج في المشاعر المقدسة وما اكتنفها من متاعب ومواقف كانت لذيذة بلذة التعاون والتكامل في الأداء إذ لا أنسى أنني كنت أترجل سيرا لتغطية المناسبات في طول مشعر منى وعرضها لعدم معرفتي بقيادة الدباب الذي كان سببا في حادث لي ولأحد المصورين أثنا العمل في منى فكان ذلك الحادث بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير فآثرت السير على الأقدام بالرغم من الحاجة في زحمة الطرقات وتباعد مواقع العمل عن المركز الإعلامي للندوة حينها كان رئيس التحرير الدكتور عبد الرحمن العرابي الذي كان ولم يزل كما عهدته مثالا للرجل الملتزم بدينه وأخلاقه الكريمة وحسن تعامله معنا الذي جسد كثيرا من الإنجاز الإعلامي وفي ظل اتساع دائرة اهتمام أخونا علي الزهراني الذي كان واسطة عقد العاملين بإخلاص لتواكب الجريدة زميلاتها في ساحة الإعلام .. وهناك كثير من الزملاء الذين لا تستوعب مشاركتي هذه لحصرهم وجميعهم نجوم تفانوا في خدمة بلاط هذه المطبوعة التي تصدر من أطهر بقعة على البسيطة لتصافح مريديها كل صباح بالرغم من قلة إمكاناتها المادية التي لم تقف عائقا في وجه تخطيها الصعاب . الحقيقة أن الحديث عن الندوة شيق والمواقف الصعبة والحرجة والطريفة التي صادفتني أثناء عملي فيها كثيرة بعضها مؤلم وبعضها سار ومابين السرور والألم نثرنا رحيق فكرنا خدمة للوطن والمواطن ولاشك أنها كانت الأساس في تنمية موهبة التعاون مع الصحافة وأظن أنني حققت نجاحا أهلني لأن أكون كاتباً أسبوعياً منتظماً وصولا للعمل حاليا مراسلا للشرق الأوسط بالباحة وهذا اعتراف مني لهذا الصرح الذي لاأزال أتمنى له كل خير وازدهار في الوقت الذي لازلت احتفظ بصداقات زملاء المهنة فيها والتواصل معهم كل ما سمحت الظروف وللمعلومية فقد كان انتهاء تعاوني معها نهاية مؤسفة لما كانت تقدم للباحة من تغطيات متميزة اختفت بعد تقليص المراسلين لظروفها المادية أتمنى أن تتسع منطقة الباحة لصدر هذه الصحيفة بتعاون أحد الشباب باعتبارها إحدى المناطق الرئيسة في المملكة . وعلى العموم أحببت المشاركة بما أتيحت لي الفرصة من مساحة في هذا الملحق بطلب من الزميل علاء عبد الرحيم مدير التحرير الذي تربطني به علاقة قديمة كانت الندوة بيتا لهذه العلاقة أتمنى ألا أكون أغضبت أحدا ممن لم ترد أسماؤهم فهم جميعا في سويداء القلب فقط أتمنى من الجميع الدعاء لي بتمام الشفاء من المرض الذي ألم بي مؤخرا داعيا المولى بأن يديم على الجميع الصحة والعافي وأن يديم المحبة والتواصل الذي هو جزء من أخلاق وسمات هذا لمجتمع المسلم وكل مناسبة والندوة في أبهى حلة وأكثر إشراقا وللعاملين فيها أقول دمتم بخير.