حذر خبراء من عدم قدرة معروض الغاز في الشرق الأوسط على مواكبة النمو السريع في المنطقة وتأخير أو إرجاء بعض المشاريع الكثيفة استهلاك الطاقة مثل مصانع الألومنيوم. ويأتي ذلك بينما تسعى شركات ألومنيوم كبرى إلى إقامة مصانع جديدة في الشرق الأوسط التي تشهد تحولا سريعا إلى منطقة نمو مهمة للمعدن المستخدم في النقل والكهرباء والتغليف. ويجبر النمو السريع للمنطقة هذه الشركات على التزاحم للحصول على إمدادات دون التوقعات من الغاز والكهرباء بينما تشهد الطاقة طلبا متسارعا وتنافس منتجي الألومنيوم على الطاقة مع قطاعي الصلب والبتروكيماويات إضافة لوجود زبائن من آسيا مستعدين لدفع أسعار أعلى مقابل الغاز الطبيعي المسال. وقال الاستشاري المستقل جيمس كينغ إن الطاقة التي تحتاجها الكثير من المشاريع التي طرحت وكانت متفائلة كثيرا ليست متوافرة والتكاليف الرأسمالية ضخمة وأسعار الطاقة مرتفعة. ويمكن أن تجعل تكاليف الطاقة الباهظة التي تقدر بتسعة آلاف دولار لطن الألومنيوم وعدم كفاية الطاقة بعض الشركات على التخلي عن خطط والبحث عن مناطق أخرى مثل ليبيا والجزائر تملك احتياطيات غير مستغلة من الغاز لضمان قدرة المعروض العالمي على مواكبة الطلب.ويثير محللون شكوكا حول نحو ثلاثة مشاريع ألومنيوم في منطقة الشرق الأوسط.وأعلنت شركة ريو تينتو الشهر الماضي تعليق مشروعها لإقامة مصهر ألومنيوم في أبو ظبي إلى أن توفر احتياجاتها من الطاقة وأشارت تقارير سابقة إلى إلغاء المشروع. وتعد قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم البلد العربي الخليجي الوحيد الذي لا يعاني نقصا في الغاز. وقالت شركة نورسك هايدرو التي تقيم مشروع ألومنيوم في قطر إن المشروع في مرحلته الأولى التي ستصل طاقتها القصوى 585 ألف طن سنويا في العام 2010.ويتوسع قطاع الصلب والبتروكيماويات في المنطقة بسرعة حيث يوجد لدى الخليج نصف مشاريع البتروكيماويات الجديدة في العالم. ويبلغ استهلاك مصهر الألومنيوم 30 ضعف كمية الكهرباء التي يستهلكها مصنع صلب نموذجي بقدرة 500 إلى 600 كيلووات في الساعة. وقال محللون ومنتجون إن مشاريع الألومنيوم والصلب الكبيرة في الشرق الأوسط وفرت الكهرباء وستستمر في إنتاجها.