انتهت أعنف مواجهات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وعناصر موالية لحركة فتح في قطاع غزة أمس منذ سيطرة الأولى على القطاع، بمصرع 9 أشخاص، بينهم ثلاثة من شرطة حماس، و6 من عائلة “حلس” الفتحاوية، وفقا لمصادر طبية. وقال ضابط في قوات حماس إن أفرادا من عائلة “حلس” المؤيدة لحركة فتح التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، استسلموا لحماس بعد مصادمات في حي “الشجاعية” أصيب فيها خمسة من شرطة حماس و90 آخرين بينهم 16 طفلا.وهرب كبير العائلة أحمد حلس ومعه 179 رجلا من رجاله الى الحدود مع اسرائيل. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجنود سمحوا لحلس ورجاله بعبور الحدود ونقل بعضهم الى المستشفيات للعلاج. واندلعت أحدث مواجهات عندما طوق مسلحون من حماس حي الشجاعية في مدينة غزة لاعتقال 11 من المشتبه بهم من أفراد عائلة حلس، تعتقد حماس أنهم مسؤولون عن سلسلة تفجيرات وقعت الجمعة الماضي وقتل فيها خمسة من أعضاء حماس وفتاة. وقال سعيد صيام وزير الداخلية في حكومة حماس المقالة في مدينة غزة إن الشرطة اعتقلت عشرات المسلحين، منهم أربعة من بين 11 شخصا تعتقد حماس انهم وراء التفجيرات، وصادرت كميات كبيرة من الاسلحة والمتفجرات. واتهم صيام الخلايا الموالية لفتح باثارة العنف ضد حماس. ومن جانبها، نفت فتح الاتهامات. وقالت وكالة الانباء الفلسطينية ان عباس أجرى في وقت سابق اتصالا هاتفيا مع أحمد حلس وهو ممثل بارز لحركة فتح في قطاع غزة، أكد فيه تضامنه مع العائلة. ووصف عباس حملة حماس بأنها “غير مقبولة واستهداف لدعوته للحوار الوطني”. ويمكن ان يعرقل التصعيد الاخير في أعمال العنف جهود مصر الرامية الى المصالحة بين فتح وحماس. وقال ايهاب الغصين وهو متحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس المقالة في غزة إن عائلة حلس أصبحت قوة عسكرية، وأن أفراد هذه العائلة يهاجمون ويخطفون ويقتلون الناس، وأنه يتعين وقف هجماتها على الفلسطينيين الابرياء. وفي الأسبوع الماضي أدت التفجيرات الى عمليات اعتقال متبادلة بين فتح وحماس في الضفة الغربية وقطاع غزة. وشملت الاعتقالات مئات الفلسطينيين. وأمر عباس الخميس أجهزة الامن التي تسيطر عليها فتح باطلاق سراح كل ناشطي حماس المعتقلين في الضفة الغربية. وأفاد مصدر أمني رفيع المستوى في الضفة الغربيةالمحتلة باطلاق سراح 20 ناشطا في وقت متأخر الجمعة لكن لا يزال هناك العشرات رهن الاعتقال. وفي مدينة نابلس بالضفة الغربية خطف ناشطون من فتح، محمد غزال وهومسؤول في حماس ثم افرجوا عنه بعد ذلك بساعات. وقالت حماس انها أطلقت سراح أكثر من نصف ناشطي فتح الذين تحتجزهم ويقدر عددهم بالمئات، وأن من بين المفرج عنهم عشرة مسؤولين من فتح، منهم ابراهيم ابو النجا وهو ممثل رفيع المستوى لفتح. وفي إطار الحملة على الفصائل المنافسة أغلقت حماس محطة إذاعية تديرها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المتحالفة مع فتح. وذكر مسؤول في حماس أن المادة التي تبثها المحطة الاذاعية تحرض على أعمال عنف ضد “قوات الامن وحكومة حماس في قطاع غزة”. وفي مدينة رام الله بالضفة الغربية، وقعت مصادمات بين قوات موالية لعباس ومؤيدي حزب التحرير وهو جماعة إسلامية هدفها اقامة دولة اسلامية تشمل الاراضي الفلسطينية واسرائيل.