الصدق، الإخلاص، الوفاء قيم أساسية في كل الأديان السماوية ضمن قواسم مشتركة تربط بين هذه الأديان ولكن العالم اليوم يسير في اتجاه مغاير، حيث اصبحت هذه القيم بعيدة عن واقع الحياة، بل أصبحت الحياة تعج بأنواع من العبث الذي أدى إلى أن تدفع الإنسانية بصفة عامة ثمنه. ولكن المنقذ من هذا الواقع هو اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى وإلى تطبيق ما أنزله جل شأنه من قيم وتعاليم كفيلة بالحفاظ على جوهر الإنسانية والبعد بها عما يهدد من أعمال مشينة والأديان السماوية تزخر بمثل هذه القيم والتعاليم والعالم اليوم يقر بهذه الأديان، ومن هنا تأتي مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لاجتماع الأديان السماوية لصيانة الإنسانية من العبث الذي يتهددها. وهذه المبادرة ليست وليدة اللحظة وإنما كانت في فكر خادم الحرمين الشريفين منذ وقت ليس بالقصير وتشاور بشأنها مع العلماء والمشايخ ووجد الضوء الأخضر كما أشار إلى ذلك حفظه الله وسيوسع المليك من دائرة المشورة لأخذ رأي إخوانه المسلمين في جميع أنحاء العالم من خلال مؤتمرات عدة وليس مؤتمراً واحداً لبلورة المبادرة في صورتها النهائية كما أن المليك المفدى ومن منطلق اهتمامه بتجسيد هذه الفكرة على أرض الواقع قام بزيارة للفاتيكان والتقى بالبابا الذي ثمن حفظه الله اللقاء به.. إذن المؤمنون بالديانات السماوية عليهم مسؤولية رئيسية وأساسية في إنقاذ الإنسانية وإعادة القيم المفقودة إليها، وهذا لن يتم إلا عبر الحوار الذي يشجعه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسبق أن نادى به أكثر من مرة بل وأن المليك المفدى حرص على طرح مبادرته الأخيرة في منتدى أقيم أيضاً لحوار الحضارات، مما يعني عزم المليك على ترسيخ فكرة الحوار بين الحضارات والأديان انطلاقاً من مفهوم ان الأجدى هو الحوار وليس الصدام بين الحضارات، على كل فان العالم أصبح الآن يتطلع إلى هذه المبادرة الجديدة وما يمكن أن تحدثه من تقارب بين الأديان خاصة وأنها كلها رسالات سماوية من إله واحد قدير يلتقي كل أصحابها في الإيمان به رباً واحداً. إنها حقاً مبادرة جادة وتحمل كل المعطيات التي تؤهلها إلى إنقاذ الانسانية بمقتضى تنفيذ وتطبيق ما أمر به الله سبحانه وتعالى من قيم وتعاليم غاياتها إنقاذ البشرية وسعادتها.