دارت معارك عنيفة صباح أمس بين قوات الأمن العراقية ومقاتلي مليشيات جيش المهدي التابعة للزعيم الشاب مقتدى الصدر في مدينة البصرة جنوبي العراق. ووقعت هذه المواجهات المسلحة في إطار اليوم الأول من خطة البصرة الأمنية التي أطلقتها الحكومة العراقية مساء أمس. وقال مصدر طبي عراقي من المستشفى التعليمي في البصرة إن المستشفى استلم عددا كبيرا من الجرحى المدنيين. وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء عبدالكريم خلف أن رئيس الحكومة العراقية القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي أطلق عملية (صولة الفرسان) لضبط الأمن ومطاردة المسلحين في محافظة البصرة جنوبي العراق. وقال خلف في مؤتمر صحفي إن الخطة الأمنية تقتضي تطبيق حالة حظر التجول في مدينة البصرة من الساعة العاشرة مساء وحتى الساعة السادسة فجرا بدءا من مساء الاثنين حتى إشعار آخر. كما تشمل الخطة تعطيل الدراسة في المدارس والمعاهد والكليات لمدة ثلاثة أيام تبدأ اليوم, إضافة لمنع حركة السيارات والعجلات من المدن المجاورة للبصرة وإلزام جميع الجهات الحكومية بتسليم سياراتها إلى الأجهزة الأمنية. وتقتضي الخطة أيضا إغلاق الحدود البرية للبصرة مع دول الجوار لمدة ثلاثة أيام ابتداء من اليوم, ومطالبة الأهالي بتسليم الأسلحة الخفيفة والثقيلة التي بحوزتهم إلى الأجهزة الأمنية. وتشارك في (صولة الفرسان) قوات مؤلفة من خمسين ألف عسكري. من جانب آخر حمل قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفد بتراوس إيران مسؤولية شن الهجمات بقذائف الهاون على المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في بغداد. وقال بتراوس في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن تلك (القذائف من صنع إيراني ومصدرها إيران, وهي تنتهك بذلك وعود الرئيس محمود أحمدي نجاد وكبار المسؤولين الإيرانيين لنظرائهم العراقيين). يأتي ذلك بعد أن أطلقت أربع دفعات من قذائف الهاون يوم الأحد على المنطقة الخضراء مقر الحكومة العراقية والسفارة الأميركية, متسببة في سقوط أربعة جرحى. وتتعرض المنطقة الواقعة في قلب بغداد لهجمات متكررة بقذائف الهاون يشنها مسلحون ومليشيات عراقية. على الجانب العراقي قالت القوات الأميركية إن عدد الضحايا المدنيين في العراق ارتفع خلال الأسبوع الماضي بسبب تزايد الهجمات, لكنها اعتبرت أن من السابق لأوانه استخلاص الدروس من ذلك, لأن مستوى العنف ما زال منخفضا بالمقارنة مع مستوياته في السنة الماضية مع أكبر انتشار للقوات الأميركية في العراق, حسب قوله.