أقرَّ الكاتب وليد شميط أن الكتابة السينمائية عند شاهين غير مسطحة ، وقال إنها عصبية سريعة ، متوترة ، نابضة. في أفلامه الأولى كانت كتاباته أكثر هدوءاً ووضوحاً ، مع الوقت صارت أكثر عصبية. ذلك أن هموم المخرج ازدادت تعقيداً ، فبحثه في واقع مجتمعه ، وبحثه عن نفسه ، جعلاه يطرق أبواباً كثيرة كانت موصدة أمامه . وكأنه مع كل باب جديد يفتحه كان يجد أمامه أبواباً كثيرة أخرى مقفلة بانتظار أن يفتحها. وعالم شاهين عالم أبواب ، عالم معقد ، يمتزج فيه الذاتي بالموضوعي ظاهره مبهرج وملون ومتحرك ، وباطنه عذاب وبحث وصراع وقلق وتوتر وألم.ويتناول كتاب يوسف شاهين حياة للسينما تأليف الصحافي وليد شميط حياة السينمائي المصري العالم يوسف شاهين ، ومن خلال الفصل الأول الذي يتحدث من الألم إلى الوعي إلى الالتزام وفيه يؤكد شميط أن مصر عند شاهين هي القضية ، هي المبتدأ والخبر ، هي المحور والجوهر والأساس ، مصر الأم والأرض والنيل والشباب ، مصر بهية وعلي ويحيى ، مصر الكريمة الخيَّرة ، والصابرة ، مصر الطيبة والمقهورة والرافضة .وفي هذا الفصل نقرأ: سينما منحازة ضد التعصب ، ما هي وظيفة الفن؟ السد العالي والناس والنيل ، الأرض الصراع في العمق المصري ، العصفورية ورفض الهزيمة. عندما يخطئ النقد ، شاهين يصفي حساباته مع شاهين ، المهاجر والبحث عن العلم والسعادة ، المصير ورسالة التسامح ، الآخر عن العولمة.ويتحدث الفصل الثاني عن لقاءات مع يوسف شاهين ، حول افلامه وحياته ، والبدايات الأولى ، ويتعرض المؤلف بالنقد والتحليل الفني لعدد من أفلام يوسف شاهين مثل الوداع يابونابرت ، واسكندرية كمان وكمان وعودة الابن الضال ، واليوم السادس ، والمصير ، والآخر.