انتهت مساء أمس السبت مفاوضات جنيف بين إيران ومجموعة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا بدون تحقيق نتائج ملموسة، بعد ست ساعات من المفاوضات خلف الأبواب المغلقة وبحضور وليام بيرنز كبير مساعدي وزيرة الخارجية الأميركية. وقد أكد منسق السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا في مؤتمر صحفي عقب جولة المفاوضات أن المجتمع الدولي لم يحصل من طهران على رد واضح يتعلق بوقف تخصيب اليورانيوم والقبول بما وصفها حزمة الامتيازات التي قدمها المجتمع الدولي. كما أكد سولانا أن وفد المجتمع الدولي قد قدم ورقة غير معنونة أيضا حول تصوره لما يريد من إيران، مشيرا إلى "أهمية تفهم إيران للفرصة المتاحة من أجل التعاون". وأمهل سولانا الطرف الإيراني أسبوعين لتقديم ردود جديدة عليها بدون أن يحدد ما سيحدث إذا لم يكن الرد الإيراني متماشيا مع مطالب المجموعة. ولم يحدد سولانا موقفه من العرض الإيراني ورؤية طهران لسياستها الإستراتيجية التي أفصح عنها جليلي في المؤتمر الصحفي، ولم يفصح عن فحوى الضمانات التي قالت المجموعة الأوروبية إنها عرضتها على إيران لدعمها في التقنية النووية في المجالات السلمية إن تنازلت عن حق وقف تخصيب اليورانيوم. السياسة الإيرانية في المقابل أوضح كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلى في المؤتمر الصحفي، أن بلاده "تتبع سياسة إستراتيجية في التفاوض وليس تكتيكا تفاوضيا للحصول على أهداف قصيرة المدى، بل تسعى لطموحات أكبر". وركز جليلي على ما وصفها "إمكانيات كبيرة" يمكن لبلاده أن تساهم في تحقيق السلام والأمن والديمقراطية في المنطقة. كما اعتبر أن "على المجتمع الدولي ألا يفوت العروض المطروحة في الورقة الإيرانية التي تم تقديمها والتي تتضمن رؤى للحل". وكان واضحا من تصريحات الجانب الإيراني أن الجمهورية الإسلامية تريد الحصول على دور إستراتيجي أكبر في المنطقة بموافقة القوى الكبرى، وهو على ما يبدو تفتقر إليه العروض المقدمة من مجموعة الست الكبرى وهي الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا. ورغم اعتراف الطرفين بعدم تحقيق نتائج ملموسة في المفاوضات، فإن كلا من سولانا وجليلى وصف محادثات جنيف بأنها "كانت إيجابية وبناءة" وأثنى كلاهما على الدور السويسري في الوساطة بينهما. من جهة ثانية ينظر مراقبون إلى أهمية اللقاء من خلال حضور وليام بيرنز كأول مسؤول أميركي رفيع المستوى يلتقي ولو بصفة مراقب بكبير المفاوضين الإيرانيين. ومن المحتمل أن يكون هذا اللقاء هو المدخل الذي ستتمكن الولاياتالمتحدة من استخدامه بوضوح وبشكل مباشر فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني والقضايا ذات الاهتمام بين البلدين، بعد أن أعلنت طهران عن استعدادها للحوار المباشر مع واشنطن وفتح مكتب تمثيل دبلوماسي لها إضافة لحركة الطيران بين البلدين.