أكد صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد، نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث، أن المملكة العربية السعودية لديها خطة إستراتيجية في مجال علوم الفضاء طويلة المدى بدأت مرحلتها الأولى منذ 2005م وتستمر حتى 2025م، بحيث تحقق العالمية للمملكة في مجال تقنية أبحاث الفضاء، مبيناً أن المرحلة الثانية من الخطة ستنتهي عام 2015م. وبين سموه في ورقة العمل التي قدمها ظهر امس ضمن فعاليات الجلسات العلمية لمؤتمر السعودي الدولي لتقنية الفضاء والطيران 2012 م التي استهلت امس في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، بعنوان ( المجتمع ومعرفة الفضاء..خطة المملكة الوطنية في العلوم والتقنية والابتكار) أن خطط المملكة في مجال الفضاء تشمل ضمن إطارها الوطني تعاونًا بين القطاعات الحكومية والخاصة في مجالي الأبحاث والتسويق على حد سواء، ضمن ثمانية برامج مختلفة آخذت بالاعتبار الموارد الطبيعية وتطوير الأبحاث التي تعد الركيزة الأساسية لتطوير المجتمعات. وأبان سموه أنه يتم التركيز في هذه الخطة على 15 قطاعًا علميًا مختلفاً منها المياه والبيئة وتقنية تحلية المياه التقليدية، والتحول إلى استخدام تقنية الطاقة الشمسية في مشروعاتها المحتلفة، مرورًا بالإنجازات العلمية على صعيد التقنيات الحيوية في مجال أبحاث الهندسة الوراثية وتحديدًا رسم الخريطة الجينية لحيوان الجمل، وكذلك قطاع التقنيات الإلكترونية عبر مواكبة آخر ما توصلت إليه التقنية الرقمية بالتعاون مع وادي السيليكون الشهير في الولاياتالمتحدة. وتناول سموه في ورقته، جهود مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الريادية في الفضاء وتحديدًا في مجال الأقمار الصناعية، مبيناً أن للمدينة علاقات مميزة في مجال التعاون مع دول العالم الرائدة في أبحاث الفضاء، كالولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة والصين وروسيا وجنوب إفريقيا والهند وألمانيا وسويسرا، عبر تأسيس مراكز أبحاث رائدة عالمياً والتعاون معها في تعزيز برنامج خاص لتقنية الابتكار في عدد من الجامعات السعودية، كجامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة أم القرى. وأفاد سموه أن خطة المملكة الوطنية الإستراتيجية في العلوم والتقنية والابتكار، التي تشمل في برامجها المختلفة جميع احتياجات المجتمع، تواكب رؤاها التطبيقية تطلعات وطموحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود , وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - التي تلبي الخطط التنموية للمملكة، من خلال الاستفادة من المستجدات العلمية والأبحاث في قطاعي الفضاء والطيران على مستوى المنطقة وعلى المستويين القاري والدولي. وعن الدور التي تقوم به الجامعات السعودية في هذا المجال، أفاد سموه أن برامج الجامعات تختص بمراقبة الأرض ومراقبة الفضاء، كما يُناط بها تزويد مراكز الأبحاث بآخر التطورات فيما يتعلق بظاهرة الإلبيدو وظاهرة النينو مثلاً على الصعيد البيئي، وغيرها الكثير. وتطرق سمو الأمير الدكتور تركي بن سعود في ورقته إلى دور المملكة في مجال الأقمار الصناعية، مبيناً أن لدى المملكة الآن 12 قمرًا صناعيًا تم اختبارها جميعها، وأثبتت فعاليتها، ومنها القمر الصناعيOSCAR 50 الذي يعد الوحيد المستخدم لتقنية الخلايا الشمسية الكريستالية المتطورة في مجال الاتصالات، كذلك القمر الصناعي SAUDISAT 1C الذي تدخل استعمالاته في نواحي الحياة التجارية، والتقنية، ومجال الملاحة البحرية والبرية على حد سواء، وبدقة عالية ومتطورة. وأضاف سموه أن المملكة تعتزم إطلاق عدة أقمار صناعية خلال السنوات القادمة تستخدم تقنية الاستشعار عن بعد عبر الجيل المتطور من الأقمار الصناعية، التي ستزود بمجسات فائقة الحساسية لتساعد في إجراء التجارب العلمية المختلفة، وبجودة تصوير فائقة الدقة، وأهمها القمر الصناعي: SAUDISAT4 الذي سيتم إطلاقه في سبتمبر 2013، والقمر الصناعي SAUDI GEO1 والذي سيتم إطلاقه بعون الله في عام 2015. بعد ذلك، ألقى نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنين الدكتور خالد بن عبدالله السبتي، ورقة عمل بعنوان “ دور وزارة التربية والتعليم في التحويل المجتمعي المعرفي والاقتصادي” تحدث فيها عن أولويات وزارة التربية والتعليم تحويل المجتمع إلى مجتمع معرفي مبتكر. وتطرق إلى إنشاء 14 مركزاً علمياً تتعلق ببرامج وعلوم الفضاء، مسلطا الضوء على مسابقة الابتكار العلمي التي شارك فيها 25 % من مجموع طلاب المملكة, بهدف تطوير الجانب العلمي والمعرفي للطلاب المتعلق ببرامج الفضاء المختلفة. وأشار إلى مشاركة المملكة في الأولمبياد العلمية العالمية في الرياضيات والفيزياء، حيث حققت المملكة المركز ال29 هذا العام من بين 100 دولة مشاركة، مما يعد تقدماً عن مركز ال70 الذي حققته العام الماضي. وقدم رئيس لجنة الأممالمتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي الرئيس السابق لمركز جونسون للفضاء الدكتور دوميترو دورين بروناريو من جانبه ، عرضاً مرئياً تناول فيه الخدمات التي استفادت منها البشرية في الحياة اليومية، التي تقدمها الرحلات الفضائية وبرامجها العلمية المختلفة مثل خدمات الأمن والمواصلات والاتصالات والمناخ وما يخدم تطور الحياة، ودعمها للاقتصاد الدولي ورفاهية الفرد والمجتمعات من خلال تلك الخدمات والأبحاث التي تجرى في الفضاء. حضر الجلسة، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ، رئيس اللجنة الإشرافية للمؤتمر، العضو المؤسس لجمعية مستكشفي الفضاء، ومعالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل ، وعدد كبير من رواد الفضاء، والمهتمين والمختصين في مجال تقنية الفضاء من مختلف دول العالم.