أهداني (وخير الهدايا الكتب) معالي الأستاذ الكبير د. عبدالوهاب أبو سليمان مؤلفين: 1 (مكتبة مكةالمكرمة قديماً وحديثاً) 2 (فتيا الجواز والمنع في أهم قضايا الحج) واستأذن معاليه في كتابة شيء جزئي حول كتاب (فتيا الجواز والمنع في أهم قضايا الحج) رجاء تعميم الفائدة إن شاء الله .. إن هذا السفر الهام الكبير بما حواه وافق توقيت اصداره حاجة المسلمين إليه في كل أنحاء المعمورة ، وقد كان تبويبه موزعاً بطريقة محكمة في ثمان مواد (الأولى رؤية الهلال ، الثانية الأمن ، الثالثة سفر المرأة ، الرابعة ظهور الأوبئة ، الخامسة طواف الحائض ، السادسة الاحرام من جدة ، السابعة رمي الجمرات ، الثامنة المبيت بمنى) وقد أعطى معالي المؤلف كل بند من البنود الثمانية ما يستحقه من الأهمية وما قال فيه وعنه جهابذة الفقهاء السابقين والمعاصرين ، وبذلك استحق هذا الاصدار القيم أن يكون مرجعاً هاماً سدَّ فجوة في المكتبة الإسلامية لأن مؤلفه محل الثقة ولا يكتب في شيء الا بعد التثبت والرجوع إلى القرآن والسنة وإلى أقوال الفقهاء المعروفين ، ثم انه اقترح الحلول لبعض ما قد يتعرض له الحجاج مع الأخذ في الاعتبار بما قد يتغير في الأزمنة وما يتحتم عمله لتيسير أداء النسك دون الاخلال بالأصل ، وأوضح المؤلف مصادر البحث التي أرصدها كما هي ليستفيد منها من رغب .. فاليها.. (أولاً) الحج إلى بيت الله الحرام ركن من اركان الشريعة الإسلامية وهو عبادة بدنية مالية قوامها الزمان توقيتاً والمكان تحديدا والإنسان أداة. (ثانياً) اهتمت الشريعة الإسلامية بهذه الشعيرة العظيمة اهتماماً كبيراً ففصَّلت تشريعاتها غاية التفصيل في المصدرين المقدسين (الكتاب والسنة). (ثالثاً) الفتيا اخبار عن حكم الشرع لا يقدم عليه الا المؤهَّل في معرفة الكتاب والسنة والعلاقة بين نصوصها ومعرفة الاختلاف والمذاهب الفقهية خصوصاً وهي مسألة خطيرة. (رابعاً) لم يكن اثبات رؤية الهلال للمناسبات الدينية متاحاً الا من خلال الرؤيا البصرية أو الحساب الفلكي ، كان المنجمون يمارسونه فاختلط الحق بالباطل ولذا حرم الفقهاء قديماً الأخذ به. (خامساً) اثبتت الدراسات العلمية نسبة كبيرة في خطأ الرؤية البصرية للهلال حيث لم تتوافر للاجيال الماضية امكانات ثبوت رؤية الهلال بما هو متاح لها في الوقت الحاضر ومن أجل هذا ناقش الفقهاء قديما هذه القضية الشرعية الفلكية ، وخصوصاً بمساحة واسعة من الدراسة والنقاش ومن ثمَّ لا ينبغي للفقهاء في العصر الحاضر اجترار الفتاوى الماضية وترديدها والاستشهاد بها فهي صحيحة في وقتها لا تتجاوزه اذا تعداها الزمان. (سادساً) اذا ثبت خطأ الرؤية بان تم الوقوف يوم التروية (الثامن) فانه لا يعتد به لانه لم يدخل وقت الوقوف ، وان وقف الحاج يوم النحر خطأ اعتد به واكمل الحجاج نسكهم وفق ذلك حيث دخل وقت الوقوف. (سابعاً) لا مجال في الوقت الحاضر لعدم الأخذ بعلم الفلك ووسائله الحديثة التي أثبت الواقع صحتها ودقتها اذ القاعدة (ان كل ما ثبت به الحق فهو من الشرع. (ثامناً) من الضروري في الوقت الحاضر تأسيس هيئة إسلامية عالمية مكونة من فلكيي العالم الإسلامي وفقهائه البارزين لايجاد تقويم إسلامي سنوي تبين فيه بدايات الشهور ونهايتها ومواعيد المناسبات الدينية وفق القواعد الشرعية دفعا للضرر الذي يلحق بالأمة من الرؤية الارتجالية المنفصلة لكل بلد ولابراز وحدة الأمة في شؤون دينها والحفاظ على هيبتها. (تاسعاً) التقويم السنوي المعتمد على الدراسات العالمية الفلكية والقواعد الشرعية هو الحل لرفع الاضرار وتجنب الكثير من المفاسد. (عاشراً) الأمن على النفس والمال والعرض من شروط الاستطاعة في الحج اذا اختل أحدها سقطت فريضة الحج. (الحادي عشر) حج المرأة بزوج أو محرم امان لها وهو الاصح والاكمل وحجها مع رفقة مأمونة صحيح وكامل. (الثاني عشر) الاحرام من المواقيت المكانية المعينة في السنة النبوية هو الصحيح لمن مر بها أو حاذاها براً. (الثالث عشر) تأخير الاحرام إلى جدة للقادم جواً أو بحراً صحيح وجائز ولا دم على من أحرم منها . (الرابع عشر) المرأة الحائض أن تطوف طواف الافاضة اذا لم تستطع الاقامة بمكة ولا يتحقق لها الامن على نفسها ، وتؤجل صلاة ركعتي الطواف حتى الطهر تؤديها في أي مكان طهرت فيه وحلت لها الصلاة. (الخامس عشر) رمي الجمرات بعد الزوال هو الاصح والأفضل للقادر عليه من دون ضرر في النفس أو إحداث ضرر لغيره ، والرمي بعد الفجر قبل الزوال صحيح وجائز. (السادس عشر) المبيت بمنى هو الأصح والأفضل والمبيت خارج منى لمن لا يجد له مكاناً وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.