كثير من الناس في هذا الزمان يأخذ الدين من صديقه أو قريبه أو من معارفه ويرغب الدائن الأجر والمثوبة من رب العزة والجلال لفك ضائقة أخيه المسلم ثم يتم الوعد بينهما بعد فترة زمنية معينة ، ويأتي يوم سداد الدين فتجد صاحبنا يتهرب من سداد الدين ويصبر الدائن على حقه طمعاً في المثوبة من الله عز وجل وإذا طلب حقه من المدين غضب عليه وزعل وقال له يا أخي نحن غير شاردين يا أخي الدنيا ما هي طائرة ، فيصبر الدائن ويصبر ثم يتحول الموضوع إلى حالة من النسيان بمرور الايام والشهور والسنين. قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز (يا أيها الذين آمنوا اذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل) البقرة 282. وقال تعالى (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) الآية النساء 58 وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ، ومن أخذ يريد اتلافها اتلفه الله). وعن السيدة عائشة رضي الله عنها اخبرت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة ويقول (اللهم اني اعود بك من المأثم والمغرم) فقال له قائل ما أكثر ما تستعيذ يارسول الله من المغرم؟ قال (ان الرجل اذا غرم حدث فكذب ووعد فاخلف). وعن ابي هريرة قال الرسول صلى الله عليه وسلم (نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه) رواه الترمذي. وقال أمير المؤمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (اياكم والدين فان أوله هم وآخره حرب). وقال ابن عمر رضي الله عنه: (يا حمران اتق الله ولا تمت وعليك دين فيؤخذ من حسناتك لا دينار ثم ولا درهم). ومن بر الوالدين قضاء الدين عنهما في حياتهما وبعد وفاتهما. ومسموح لصاحب الحق أن يشتد بالمطالبة. وقالوا: صاحب الحاجة ارعن وصاحب الحاجة أعمى. ويجب ان يقضى الدين عن الميت من أصل تركته وهو أول ما يبدأ به بعد الكفن. وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه اشترى من رجل أرضا فأبطأ عليه فلقيه فقال له ما منعك من قبضي مالك ، قال انك غبنتني فما ألقى من الناس احدا الا هو يلومني: قال أوذلك منعك قال نعم: قال فاختر بين ارضك ومالك ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ادخل الله عز وجل الجنة رجلاً كان سهلاً مشترياً وبائعاً وقاضياً ومقتضياً). وقال العرب: أداء الدين من الدين. وقال لقمان الحكيم: نقلت الصخر وحملت الحديد فلم أر شيئاً اثقل من الدين. فياسادة ياكرام دعونا نعلم وندرب ابناءنا على قضاء الديون عنهم وبر والديهم بقضاء ديونهم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.