سلمت الولاياتالمتحدة الأميركية أمس الاثنين إلى السلطات الأفغانية أكثر من 3100 معتقل في سجن باغرام الذي أنشأته القوات الأميركية قبل عشر سنوات، لكن الخلافات ما زالت قائمة بين الطرفين حول مصير مئات السجناء في المعتقل. ورحبت الحكومة الأفغانية بعملية التسليم، معتبرة إياها (انتصارا لسيادتها)، في وقت يستعد فيه حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتسليم كل المسؤوليات الأمنية للأفغان وسحب قواته القتالية بنهاية سنة 2014. وقال قائد الشرطة العسكرية في الجيش الأفغاني صفي الله صافي، خلال احتفال رسمي في سجن باغرام، (اليوم تم نقل 3182 معتقلا إلى الشرطة العسكرية). ومن جهته، قال المدير الجديد للسجن غلام فاروق، (نقول للرئيس وللشعب الأفغاني إن هذا يوم نفخر به). وكانت الولاياتالمتحدة قد بدأت تسليم السلطات الأفغانية المسؤولية على أكثر من ثلاثة آلاف سجين معتقل قبل 9 مارس تاريخ توقيع اتفاق التسليم بين الطرفين. وقامت واشنطن مؤخرا بتعليق تسليم مساجين جدد بسبب خلافات مع كابل، التي شككت في مدى مشروعية السجن لمدة طويلة للمشتبه فيهم بدون توجيه اتهام إليهم. ويقول مراقبون إن الولاياتالمتحدة تخشى أن تقوم السلطات الأفغانية بالإفراج عن بعض المعتقلين، ولذلك فهي مترددة بشأن تسليم كل السجناء الذين تحتجزهم. وأكد المدير الجديد للسجن أن القوات الأميركية سلمت إلى حد الآن 3082 سجينا، وهي بصدد نقل 600 آخرين اعتقلوا بعد اتفاق مارس. كما ستواصل احتجاز خمسين سجينا من غير الأفغان لا يشملهم اتفاق التسليم، في جزء صغير من سجن باغرام لا يزال تحت سيطرة الإدارة الأميركية. وأنشئ المعتقل قرب القاعدة الأميركية الضخمة في باغرام، على بعد حوالي 60 كلم شمال كابل، ويؤوي أشخاصا يشتبه في انتمائهم إلى حركة طالبان أو تنظيم القاعدة، وأصبح منذ عشر سنوات رمزا للاحتلال الأميركي في نظر الكثير من الأفغان.