سلمت الولاياتالمتحدة رسميا امس للسلطات الافغانية اكثر من ثلاثة آلاف معتقل في سجن مثير للجدل يشبه بغوانتانامو غير ان الخلافات لا تزال مستمرة بشأن مصير مئات المعتقلين فيه. ورحبت كابول بنقل مسؤولية سجن باغرام معتبرة انه نصر للسيادة فيما تستعد قوات حلف شمال الاطلسي لتسليم كامل المسؤولية الامنية للافغان وسحب قواتها القتالية بنهاية 2014. غير ان المحللين يعتبرون الخطوة رمزية اكثر منها جوهرية فيما اعرب المدافعون عن حقوق الانسان عن مخاوف من انتهاكات للاعتقال الاداري. وتتعلق التساؤلات بمصير معتقلين من بينهم عناصر من طالبان وارهابيون مفترضون و50 اجنبيا لا يشملهم الاتفاق ومئات الافغان المعتقلين مذ التوقيع على نقل مسؤولية السجن في 9 مارس. وقام مسؤولون افغان امس بتنظيم وترؤس مراسم بسيطة في السجن المعروف رسميا بمنشأة باروان الاعتقالية ومتعارف عليه باسم باغرام نسبة للقاعدة الجوية الاميركية المجاورة شمال كابول. ولم يحضر عدد كبير من المسؤولين الاميركيين والاطلسيين مراسم رفع العلم الافغاني فوق السجن. وقال الكولونيل روبرت تراداش قائد باراوان المنتهية ولايته وارفع المسؤولين الاميركيين الحاضرين "اليوم ننقل اكثر من ثلاثة آلاف معتقل افغاني الى عهدتكم". وقدم تراداش ضمانات بأن "اولئك الذين يهددون الشراكة بين افغانستان وقوات التحالف لن يعودوا الى ساحة المعركة". وقال صفي الله صافي قائد الشرطة العسكرية انه تم تسليم 3,182 سجينا رسميا بعد فترة انتقالية استمرت ستة اشهر. وقال وزير الدفاع الافغاني بالانابة عناية الله نزاري "من دواعي سروري ان نشهد اليوم مراسم مجيدة تؤذن بتسليم مسؤولية سجناء افغان الى الافغان انفسهم". وفي اطار المراسم تم الافراج عن 16 سجينا ارتدوا ملابس افغانية تقليدية جديدة. وتحدث ثلاثة منهم لوكالة فرانس برس واكدوا جميعا انهم اعتقلوا بناء على تهم باطلة وانهم ليسوا على علاقة بالتمرد. وكان الرئيس حميد كرزاي طالب بنقل مسؤولية السجن كشرط لعلاقات افغانية اميركية طويلة الامد ولحصانة قانونية محتملة للجنود الاميركيين، مفتاح بقاء عدد من القوات في افغانستان بعد 2014. غير ان مذكرة التفاهم المتعلقة بتسليم السجن ليست موجبة قانونيا. وقال المتحدث باسم كرزاي ايمال فائضي ان هناك خلافات حول تفسير الاتفاقية وان اكثر من 600 شخص اعتقلوا منذ 9 مارس الماضي، لم يتم نقلهم الى مسؤولي الافغان. وقال جيمي غريبيل المتحدث باسم الاطلسي ان 99 بالمئة من المعتقلين قبل 9 مارس هم لدى السلطات الافغانية وانه تم تجميد عملية نقل الباقي بسبب مخاوف بشأن نوايا الحكومة من الوفاء بشروط المذكرة. وقال غريبيل ان الولاياتالمتحدة تحتفظ بسلطة القاء القبض على مشتبه بهم واعتقالهم لكنها تنوي مواصلة نقل المعتقلين الافغان الى الافغان. ويشكك مسؤولون افغان في حق الاطلسي في اعتقال مشتبه بهم ويقولون ان اي شخص يعتقل في ظروف مخففة يجب ان يسلم خلال 72 ساعة.