لم تكن ثلاثة عروض كافية لإشباع الجمهور الذي ملأ مسرح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي بأبرق الرغامة حيث عرضت المسرحية الكوميدية الاجتماعية (يجي) في لفيف من المتابعين والمهتمين وجمهور من سكان مدينة جدة، المسرحية كتبها المسرحي والباحث ياسر مدخلي وهو احد الاسماء المهمة في الحراك المسرحي وهو مؤسس محترف كيف للفنون المسرحية والمشرف العام عليه، وله عطاءاته المختلفه في المسرح من خلال المحترف ومهرجان الآثمون ومجلة Professionalism التي يترأس تحريرها ومرصد المسرح السعودي وملتقى استراتيجية المسرح بجدة وهو يبحث منذ سنوات في المسرح من خلال تجارب مسرحية بحثية قام بتأليفها وإخراجها وقدَّم العديد من الدورات وورش العمل، شاب يبعث التفاؤل والفخر شارك في محافل محلية ودولية يكفي انه يملك رؤية حقيقية يسعى من خلالها لتأطير منهجية مسرحية من ابتكاره، وتعاون معه في الجهة الاخرى فيصل يماني البارع في المسرح الاستعراضي واذلي يملك تقنية حديثة برزت من خلال الاحتفالات الهامة التي أشرف على تنفيذها وإنجاحها بلاشك ويعود له تكوين هذا العمل ( يجي) حيث قام باختيار كاتبه وممثليه وعمد لإخراجه حتى يقدِّم لجده بإحساس مسئول عملا مسرحيا يشبع حاجته بقدر يكون مؤثر في صناعة متابع صادق للمسرح في جدة بعد اعوام من انقطاع المسرح التجاري عنها. وكان على الخشبة نجوم تتلألأ فعاد عادل صالح ( في دور الباحث) الغائب عن الدراما ككل في هذا العمل بتمثيله العفوي الهادئ الأنيق والذي سبق استهلالة المسرحية التي بدأت بزفة للمعلم (جميل علي) الذي تألق في دور الانتهازي المستغل لسكان الحارة العشوائية التي يقطنها (البقَّال) ولعب دوره عبدالله اليامي وتألق في دور المضطهد والخائف على لقمة العيش ويحكي معاناة السكان واحلام امتلاك بيت، وبجانبه المبدع الشاب أحمد الحازمي في دور (العقرجي) حيث أنه المالك الوحيد لمنزل في الحارة ويمثل معاناة أهل الحي الاقتصادية والاخلاقية. ويظهر الفنان عماد اليوسف في دور (الجوكر) الشاب المؤذي لسكان الحارة ومسبب الشغب بإيعاز من المعلم وكان مساعد الجوكر أحمد باقحوم الذي ظهر بكوميديا زادت عليها ما أتقنه اليوسف في دور الزبون المصري والسوداني، وكذلك المعلم المتقاعد والمصاب بالزهايمر والخرف الذي لعب دوره فهد غزولي بنمطية متوترة أعجب بها الجمهور الذي أعتبره نجم آخر بتفاعله حيث ملأ القاعة قبل العرض بساعتين وأتمَّ العرض ونال الكثير من التصفيق خصوصا وان قضية المسرحية “ ذكية" وهي مشكلة يعاني منها شريحة كبيرة من سكان جدة. الجدير ذكره أن أمانة مدينة جدة قدَّمت لجدة وجمهورها مسرحية ( يجي) بعد سنوات من مطالبة الجمهور لمثل هذه الاعمال وتقديم أسماء مثل ياسر مدخلي وفيصل يماني ككوادر سعودية أصبح لها أسما مؤثرا في المسرح السعودي من خلال ما قدموه من نجاحات.