ابتزاز الفتيات عبر الجوال

شاب يهدد فتاة بنشر صورها .. وآخر يساومها على عرضها وآخر يطلب منها تمكينها من ابنتها وشاب يستولي على راتبها اربعة عشر عاماً. جميع ما سبق ذكره نماذج لعدد من الفتيات وقعن ضحية للتهديدات بالفضيحة والتشهير من قبل شباب كن قد وثقن فيهم وقمن بإرسال صورهن لهم عبر الجوال، حيث كانوا قد أقاموا معهم علاقات ووصلت هذه العلاقات إلى مراحل تبادل الصور وغيرها من المعلومات الخاصة التي تقوم الفتاة طوعاً بإعطائها للشاب، نجهل السبب فعلاً هل هي ثقة أم أمر آخر، حيث يلجأ عدد من الشباب إلى استغلال هذه العلاقة أسوأ استغلال ويقومون بتسجيل المكالمات والاحتفاظ بالصور لتبدأ من هنا المعاناة بالنسبة للفتيات. حيث يتلذذ الذئب البشري بتعذيب ضحيته ويطلب منها أن تخرج معه لكي يراها فقط ومن ثم يدعها تذهب إلى حال سبيلها.
إن هذه المرحلة التي نستطيع أن نسمها بمرحلة المساومة وتهديد الضحايا إما بالاستجابة لطلباتهم بتمكينهم من أنفسهن أو نشر الصور والمكالمة والحاق الفضيحة، ليس للفتاة فقط بل لعائلتها بالكامل. لكن البعض منهن ترفض هذا الابتزاز ويلجأن إلى رجال الخير رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي كان لها الفضل بعد الله في انقاذ العديد من الفتيات من (الفضيحة).
خدعني بكلامه المعسول
في صدد تطرقنا لهذا الموضوع المهم الذي أصبحنا نرى قصصه ونقرأها على صفحات الجرائد سيدة في الثلاثين من عمرها لجأت إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرياض لتخليصها من ذئب بشري داوم على اغتصابها عدة مرات ولكنه هذه المرة يريد منها أن تقوم بإحضار ابنتها الطالبة في المرحلة الثانوية وقالت السيدة إن الشاب قام بتكرار الاتصال بها حتى ردت عليه فقام باستدراجها بكلامه المعسول حتى وقعت في شباكه وبعد أن قويت العلاقة بينهما استغل الشاب ثقتها به وطلب منها أن تلتقي به في مكان ما لكي يتعرفا على بعضهما عن قرب، وتضيف أن الشاب كان حملاً وديعاً عندما التقته أول مرة مما جعلها تزيد من تعلقها به ورغبتها في لقائه مجدداً، وبعد فترة من لقائهما طلب الشاب منها الخروج معه وأن يكون الوقت اطول من السابق فوافقت وخرجت معه في سيارته حيث انطلق مسرعاً حتى وصل بها إلى مقر اقامته حيث قامت بالدخول معه إلى داخل شقته وتفاجأت بوجود ثلاثة من زملائه في انتظارها وتوسلت السيدة لهم بتركها ولكن دون فائدة حيث قام هو ورفاقه باغتصابها وتصويرها في أوضاع مخلة وفاضحة ليبدأ بعد ذلك مسلسل تهديدها لتستجيب أكثر من مرة لرغبات الشياطين الأربعة وفي احدى المرات طلب الشاب من السيدة الحضور فأخبرته أنها لاتستطيع فطالبها بأن تدخله لمنزلها ليفعل بها الفاحشة داخل المنزل. الأخطر من ذلك أنه طلب منها أن ترسل إليه ابنتها وهي الطالبة في المرحلة الثانوية بدلاً عنها مهدداً بنشر صورها وصور بناتها التي حصل عليها من جوالها خلسة على شبكة الانترنت، عندها لم تجد السيدة مخرجاً للمأزق سوى الاستعانة برجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تعاملت مع معاناة السيدة بسرية تامة حتى تمكن أفرادها من القبض على الشاب ورفاقه حيث اتضح إنهم متعاطون للمخدرات.
تدفع له مرتبها
ولم تختلف هذه القصة عن ما سبقها فقد نشرت الزميلة (الرياض) قصة الفتاة حيث تلقت الفتاة ذات يوم اتصالاً من إحدى زميلاتها في الجامعة تخبرها أن هناك شخصاً يريد صورها لكي يتقدم لخطبتها وبحسن نية قامت الفتاة بإعطائها صورة لها، ولكن الشاب بمجرد تسلمه للصورة أظهر وجهه الآخر فقام بابتزازها بنشر الصور وفضحها أمام أهلها وذويها وبأنه سوف يدعي بأنها ترتبط به بعلاقة طويلة، وتحت تهديد الشاب قامت الفتاة بصرف مكافآتها الجامعية الشهرية وبانتظام شريطة أن لايقوم بفضحها ولم تقف تهديداته عند هذا الحد فقد أقنعها برغبته في تركها وشأنها شريطة أن تهديه شريطاً مصوراً لها بكاميرا الفيديو ليحتفظ به من أجل الذكرى وطي صفحاته السيئة، وبحسن نية استجابت له أملاً في إنهاء معاناتها ولكن بعد تسلم الشريط الذي سجلته حسب ما هو متفق عليه بينهما كشر مجدداً عن أنيابه وطلب منها القيام بفتح حساب شخصي لها في أحد البنوك واصدار بطاقة صراف الكتروني تمنحها له على أن لهذا الحساب جميع رواتب وظيفتها الجديدة وفعلت الفتاة وحرمت نفسها تماماً من راتبها الشهري ثم طلب الشاب رحلة ترفيهية وسياحية له في احدى الدول الأوروبية وذلك من خلال تحمل تكاليف رحلاته السياحية واقامته في الفنادق والمنتجعات الراقية وغيرها فقامت ببيع مجوهراتها واقترضت لأجله من صديقاتها وقريباتها دون أن تخبرهن بأمرها، وطوال هذه الفترة رفض الشاب منحها فرصة الزواج وكان يبتزها كلما تقدم إليها عريس بالصور والفيلم الذي بحوزته مهدداً أنه سوف يفضحها أمام الجميع.
وبعد أن فاتها قطار الزواج. تذكرت الفتاة أنها قدمت لهذا المبتز أكثر من 800.000ريال ومع ذلك ما زال مصراً على ابتزازها فقررت التقدم بشكوى خطية لمركز هيئة الربوة شرق الرياض أوضحت من خلالها معاناتها وظلم هذا الشاب لها حيث تم عمل كمين محكم للقبض على الشاب.
1500 ريال مقابل صورة و7 أشرطة كاسيت
وننتقل إلى المنطقة الجنوبية حيث قبضت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة محايل عسير على شاب سعودي في العقد الثالث من عمره بعد قيامه بتهديد إحدى الفتيات بصورة كان يحتفظ بها في جواله بالاضافة إلى سبعة أشرطة كاسيت كان قد قام بتسجيل صوت الفتاة عليها مساوماً ومطالباً الفتاة بالخروج معه أو دفع مبلغ (1500) ريال مهدداً بنشر صورتها وإيصالها إلى أقاربها في حالة امتناعها عن تنفيذ مطالبه وأمام هذا الوضع تقدمت الفتاة بابلاغ الهيئة التي تولت عملية المعالجة.
وكذلك الصيدلي الذي ضبط في المنطقة الشرقية حيث درج على ابتزاز فتاة وتكوين علاقات محرمة مع عدد كبير منهن ومن ثم يقوم بتهديدهن بفضحهن إذا لم يرضخن لطلباته حيث كان يتقاضى من عدد منهن مبلغاً مالياً عند نهاية كل شهر.
الآثار النفسية
وكشفت الأستاذة فائزة أحمد اخصائية نفسية أن الآثار النفسية المترتبة على عملية الابتزاز واتخاذها كوسيلة ضغط وترهيب سوف يكون لها مردودها النفسي والعكسي ولن تمحى من ذاكرة الفتاة بهذه السهولة والعمر والعلاقة مع الوالدين ومدة الابتزاز ونوعه بناء على هذه المعطيات سوف تكون ردة الفعل وقوتها، وسوف يكون القلق الشديد والانفعال الشديد والاكتئاب، جميعها نتائج عن عملية الابتزاز التي تعرضت لها الفتاة وصدمتها للشخص الذي وثقت فيه.
وأوضح مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي أن مما يقع فيه بعض الشباب جراء الوقوع في علاقة غير شرعية مع اجنبية عنه ويحصل من تلك العلاقة أن يقوم الشاب باقتناء بعض صور هذه الفتاة ولو عبر رسائل الوسائط أو عبر الانترنت أو غيرها من وسائل النقل التي ينتج عنها احتفاظ ذلك الشاب بهذه الصور وتتفاجأ الفتاة بمساومة الشاب لها بأن ترضخ لرغباته المحرمة من الوقوع في كبيرة من كبائر الذنوب من الممارسات المحرمة أو يهددها بنشر تلك الصور وفضحها لدى أقاربها أو اخوانها أو ولي أمرها، وربما يسعى كذلك في ابتزازها مالياً، وتتوسع دائرة المفسدة بعد ذلك وتصبح الفتاة فريسة لمن قل خوفه من الله فلا يرعوي عن ابتزازها مالياً وخلقياً وربما يلجأ إلى اسوأ من ذلك من ايقاعها في علاقة مع الغير وتستمر مأساة هذه الفتاة وتتفاقم نفسياً واجتماعياً وخلقياً ومالياً ولاشك أن كثيراً من الفتيات قد يكون الدافع لهن في أول الأمر الفضول أو أن بعض الفتيات تعتقد أن ذلك وسيلة قد تتحصل بها على زوج مناسب، ولاشك أنها في أول الأمر تجد من ذلك الشاب الكثير من الإغراء في الحديث والوعود الكاذبة وتفاجأ بعد ذلك بأنه لايسعى إلا إلى ابتزازها وايذائها ونحن نوجه الرسائل التالية: الأولى: إلى كل فتاة بأن عليها أن تحافظ على عفافها وعرضها فلا تتيح المجال لأمثال هذه العلاقات مهما كان في كلام الشاب من الاغراءات والاطراء والوعود وإذا كان الشاب راغباً في العفاف فعليه أن يتقدم لخطبتها فهي بهذا الاحتياط الشرعي تغلق الباب على من يحاول الايقاع بها واسقاط حرمتها وعفافها وشرفها وعليها أن لاتغتر بصاحباتها من اللواتي ساءت أخلاقهن وعملهن فإنه قد يروجن لبعض الفتيات أن ذلك أمراً عادياً ويرققن لها الولوج في هذه المأساة، فالفتاة هي الحصن الأول الذي يجب أن يكون على تمام الاحتياط والحرص في البعد عن هذه الاغراءات التي لاتنتهي إلا بخدش الحياء وإهدار العفاف والوقوع فيما حرم الله، وهي حينذاك ستكون تحت وطأة التهديد والابتزاز.
البعد عن المزالق
أما الرسالة الثانية فهي للأمهات بأنه يجب على الأمهات أن يقتربن من بناتهن وخصوصاً من كن في سن المراهقة ويجب أن تكون بين الأم وابنتها الثقة التامة حتى ترشدها وتوجهها بما يحقق لها التيقظ من الوقوع في هذه المزالق ولاينبغي أن تكون الأم بمعزل عن بناتها فلا تتعرف على همومهن واحتياجاتهن المالية والنفسية والعاطفية بل عليها أن تنزل إلى مستواهن وتكون قريبة منهن القرب الذي يحقق لها الاطمئنان على سلوكهن وخلقهن والتعرف على صديقاتهن وزيارة المدرسة التي تدرس بها ابنتها وبهذا تحقق هذه العلاقة تماماً وثقة قد تجد الفتاة والدتها ملاذاً لها تلجأ إليها فتستشيرها وتطمئن إليها فلا تخاف من ذكر أمر قد يسيء إليها.
الرسالة الثالثة: نوجهها إلى الآباء وأولياء الأمور بأن يحرصوا على تربية ابنائهن ذكوراً وإناثاً وتثقيفهم بحقوق المجتمع وحرمات المسلمين والقيام على شؤون الأبناء قياماً يضمن سلامة أخلاقهم وبعدهم عن أصحاب السوء وعن الوقوع في شيء من ما يكون سبباً في ابتعاد الأبناء والاستخفاء به عن آبائهم، ويجب على ولي الأمر أن يحرص على تربية بناته بتعليمهن الحجاب الشرعي الذي يضمن عدم الاستعانة بمحارمهن أو وقوعهن في الفتنة كما أنه يجب عليه أن يحرص في نقل محارمه والقيام بحوائجهن أو تكليف من يثق به من أسرته حتى لايكون ذلك تفريطاً ومدعاة لاستغلال من هن تحت رعايته وولايته، كما يجب عليه أن يحرص على مراقبة سلوك ابنائه من الذكور وتجميدهم وكذلك الإناث أسباب مما يهيج غرائزهم ويدفعهم إلى التطلع إلى إشباعها من جراء تلك الأسباب المؤثرة كما عليه أن يحرص على تحصين أبنائه ذكوراً أو إناثاً ببذل المستطاع بتزويج الذكور منهم وكذلك الإناث لمن كان محتاجاً لذلك قادراً عليه.
أسلوب الفتنة
الرسالة الرابعة: أوجهها لكل شاب مسلم أن يتقي الله في أعراض المسلمين ويعلم أن الحرمات التي غلظها الله تعالى منها حرمات الأعراض وأن هذه الأفعال التي تصل إلى حد الابتزاز هي من الجرائم التي يعاقب عليها الشرع أشد العقاب وأن على المسلم أن يسعى إلى تحصين نفسه بالنكاح المشروع ويبتعد عن المحرمات وأسلوب الفتنة وما قد يوقعه في إيذاء المسلمين بأعراضهم فإن هذه الأفعال لايرضى بها على محارمه فكذلك يجب عليه أن لايرضى ايقاعها على محارم المسلمين.
توجيه الشباب
الرسالة الأخيرة: أوجهها إلى جميع المهتمين في الشأن الاجتماعي والرقابي والتربوي ببذل الجهد بالتثقيف والتربية لأبناء هذا المجتمع وتصحيح مسار المخطئ منهم وبذل الوسع في توجيه الشباب وتعليمهم وكذلك الفتيات بما يجب أن يحفظ الجنسين أخلاقهم بالبعد عن ما حرم الله والتحصن من ذلك بما شرعه الله في الإسلام من النكاح المشروع أو الصيام لمن لم يستطع أما الجهات الرقابية فإنه يجب أن تحدث من أساليب الضبط للقبض على كل من تسول له نفسه بابتزاز أعراض المسلمين بأي وجه من وجوه الابتزاز لمعاقبته ومجازاته بما توجبه أحكام الشرع ولايصح أن تقف هذه الجهات الرقابية دون أن تحرك ساكناً أمام الكثير من شكاوى الفتيات اللائي يتعرضن لشيء من هذا الابتزاز بحجة صعوبة الاثبات والإدانة، فإن هذه الوسائل الحديثة يمكن لهذه الجهات الرقابية أن تطور أساليب ضبط المخالفين الذين يتخذونها وسيلة لإيذاء المسلمين في أعراضهن اسأل الله تعالى أن يجنب هذا المجتمع والمسلمين كافة أسباب الفتنة والفساد.
اتخاذ الإجراءات
وأوضح الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن بن عبدالعزيز الميمان أنه في حال ورود بلاغ عن معاكسات وتهديدات سواء هاتفية أو رسائل خادشة للحياء أو خلافه فإننا نقوم باتخاذ الاجراءات اللازمة بالوصول إلى صاحب الرقم ومن ثم احالتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام.
وعبر (الندوة) نهيب بالفتيات بعدم الانجرار والانسياق خلف هذه التهديدات وكذلك نهيب بالآباء بالمحافظة على أبنائهم وتلمس احتياجاتهم.