حذر فضيلة المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن سليمان ابن منيع من خطورة من وصفهم ب"الطفيليين" الذين يتدخلون فيما لايعنيهم ويتسببون بانقطاع العلاقات الاخوية و الاسرية والاجتماعية واستشهد الشيخ المنيع في مستهل “ اللقاء المفتوح “ – ضمن ختام فعاليات البرنامج الدعوي (صفوة الكلام من جوار البيت الحرام) التي ينظمها مركز الدعوة والارشاد بمكةالمكرمة ضمن منظومة البرامج الدعوية الرمضانية بمنطقة الحرم ، وذلك عصر أمس الاول بمصلي ابراج الصفوة المطل على المسجد الحرام– بمجموعة من النصوص الشرعية التي تؤكد على أهمية احترام علاقة المسلم باخوانه المسلمين سواء كانوا اقارب له او اخوان له في الاسلام اوفي العقيدة اوفي البلد ومنها قوله تعالى : (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) وقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَالِموُن) وقوله صلى الله عليه وسلم (من حسن اسلام المرء تركه مالايعنيه ) وقوله صلى الله عليه وسلم (قل خيرا أو اصمت) وقوله صلى الله عليه وسلم (وهل يكب الناس على وجوههم أو على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( لايؤمن احدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه ) وخاطب فضيلته الحاضرين قائلا : ياخواننا نحن الان في شهر رمضان المبارك ، شهر الصدق ، شهر الوفاء ، شهر النصح ، شهر التوفيق ، فعلينا ان نجعل من هذا الشهر وقتا لنحاسب انفسنا في تعاملنا مع اخواننا ، مع الاسف الشديد نحن في الواقع نسمع ويأتينا الكثير من الاستفتاءات فيما يتعلق بانقطاع علاقات بين الاقارب انفسهم بين الزوج وزوجته ، بين الوالد وولده ، بين الاخ واخيه بين الاخت واختها ! وتساءل فضيلته : ولماذا هذا ؟ محددا السبب بقوله : هو ذلك الانسان الطفيلي ، الذي يتدخل فيما لايعنيه ، فتجده يتدخل في علاقة فلان مع فلان ، علاقة فلانة مع فلان ،علاقة الرجل مع اخيه ، فالشئ الذي اوجدها هوفي الواقع تدخل الانسان فيما لايعنيه ، الاشتغال بالغيبة والنميمة ، الاشتغال بالتحريض بالتعريض ، فيما يتعلق بما يوجد في الصدور من الحقد والحسد، وأضاف الشيخ المنيع : فيا اخواننا نحن الان امامنا عيد سعيد انشاء الله وهذا العيد الامل فيه ان يكون وسيلة من وسائل التواصل من وسائل المحبة والمودة واعادة النظر في الاتجاهات السيئة التي هي في الواقع محل احباط الأعمال الصالحة ،داعيا الى اعادة النظر في علاقاتنا مع بعضنا سواء كانت علاقة فيما بين الاخ واخيه ، وبين الصديق وصديقه ، بين الاقارب انفسهم ، وزاد فضيلته : علينا ان نتناصح ، رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول : “الدين النصيحة الدين النصيحة الدين لنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم “ ولاشك ان من النصيحة لعامة المسلمين هي في الواقع مايتعلق باعادة النظر من تعاملك مع اخوانك ، في التعامل بعضهم مع بعض ، ممكن ان تكون واسطة خير بين متباعدين ليكون متحابين متقاربين ، واشار فضيلة عضو هيئة كبار العلماء : نحن ولله الحمد نتمتع بدين فقال سبحانه “انما المؤمنون اخوة “ويجب ان تسود مشاعر المحبة والمودة والوفاء والصدق بين الاخوة كما قال صلى الله عليه وسلم : (لايؤمن احدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه ) فعلينا يا اخواننا ونحن نستقبل العيد المبارك ان شاء الله ونحن عاقدون املنا من ربنا ان نكون من السعداء ، وممن خرج رمضان وهو عنهم راض ، غير راغمة انوفهم بخروجه حيث تم لهم من فضل الله ورحمته الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، أملنا ان نعيد النظر في علاقاتنا مع اخواننا ممكن ان يستعرض الانسان مع نفسه : والله علاقتي مع فلان غير صحيحة لماذا ؟ ربما لأنني تدخلت في شئونه ! اوهو تدخل في شئوني ! اومما نقل مماهو كذب وبهتان ! ، قال تعالى :” وَسَارِعُواْ إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُون فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِين عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ..” وتساءل الشيخ المنيع : الايمكن ان تكون من كاظمي الغيظ ؟الايمكن ان تكون من العافين عن الناس ؟الا يمكن ان تكون من المتسابقين لتحصيل جنة عرضها السموات والارض؟ العيد لماذا يكون عيداً ؟ لأنه تستعيد فيه علاقتك مع ربك اولا ، انظر ماهي هذه العلاقة ؟ هل هي علاقة عبودية صادقة؟ او ان فيها مافيها ! محاسبة فيما بينك وبين ربك ، ثم كذلك انظر الي علاقتك مع اخوانك ، حاول ان تصفي هذه الحسابات بينك وبينهم وان يكون منك من العفو عن الناس والتجاوز والشعور بالاخوة والمحبة وقال فضيلته : علينا ان نستشعر مامنّ الله به علينا من هذه الدين الحنيف.فيجب ان نشعر بقيمتنا في هذه الحياة وبحكمة وجودنا في هذه الحياة (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).اكرم عباده اكراما تميز به عن غيرهم قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) فيجب ان نحترم انفسنا ونحترم اخواننا ، وحذر الشيخ المنيع من قطيعة الرحم بقوله :علينا ان نعرف مقدار الخطيئة والكبيرة في قطيعة الرحم علينا ان نعرف بان الله امرنا بما يوصل من رعاية الارحام وصلتهم والعناية بهم والاعتبار لحقوقهم ونراجع انفسنا لكي يكون لدينا الصفح والعفو والشعور بالأخوة ويكون لنا من عيدنا مافيه التراحم والتعاطف والتواد والتعاون والتكافل ونحن عباد الله اخوة (انما المؤمنون اخوة) داعيا الى اغتنام اواخرالشهر المبارك بقوله : ثم نحن نعيش الايام القليلة الباقية من هذه الشهر المبارك فينبغي ان نعتني بها قال صلى الله عليه وسلم (يعتق في كل ليلة من ليالي رمضان سبعين الفا ويعتق في اخر ليلة من ليالي رمضان قدر مااعتقه في جميع ليالي رمضان) فيها ليلة “ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ليلة القدر ارجى ليلة تلتمس فيها هي ليلة سبع وعشرين” هذا الشهر اعطانا تدريب على الصلاة و الصيام و الصدقة على جميع مانستطيع فعله من الباقيات فنحن لاندري هل ندرك رمضان الاخر ام لا ؟ لونظر كل واحد منا الى اصدقائه واقاربه لعلم انه قد فقد مجموعة منهم رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول في خطبه “واعلمو ان ملك الموت قد تخطاكم الى غيركم وسيتخطى غيركم اليكم فخذوا حذركم “ يعني ملك الموت يمربكم ذاهبا الى من امر بقبض ارواحهم ولكنه سيمر بغيركم ذاهبا اليكم !فعلينا ان نستعد ، فالله سبحانه تعالى يقول “وتزودوا فان خير الزاد التقوي “ وختم فضيلة المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء يقول: فعلينا ان يكون منا قوة الايمان فالعمل الصالح يقوي الايمان ، وعلينا ان نحافظ على قوة هذه الايمان علينا ان نعرف الله سبحانه وتعالى نعرفه في غير رمضان كما عرفناه في رمضان ، تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة “احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك “ فليكن لنا من شهرنا ومن عيدنا مانعيد به حساباتنا مع اخواننا وان نعمل على تحقيق التواصل والصلة التي امر الله بها ان توصل ،وان نري الله من انفسنا خيرا.