وصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الخميس إلى نيجيريا في زيارة ضمن جولة أفريقية، وعرضت مساعدة الرئيس النيجيري جوناثان غودلاك في محاربة جماعة بوكو حرام. وشنت بوكو حرام هجمات بالقنابل والأسلحة على كنائس هذا العام، مما أدى إلى هجمات انتقامية قاتلة ضد المسلمين، فلقي المئات حتفهم. وبعد لقائها جوناثان وأبرز الوزراء وقادة الأمن في العاصمة الفدرالية، قالت كلينتون إنها تؤمن بأن أمام نيجيريا (مستقبلا مشرقا..، ولكن المهمة الأبرز هي في ضمان حصول جميع النيجيريين -في الشمال والجنوب والشرق والغرب- على أفضل الفرص). وأضافت (نريد أن نعمل معكم، وسنكون إلى جانبكم عندما تطبقون الإصلاحات وتتخذون القرارات اللازمة الضرورية)، كما تحدثت كلينتون عن الجهود اللازمة لتحسين الشفافية والحد من الفساد في بلد يعتبر الأكثر معاناة من هذه الآفة في العالم، وألمحت إلى مساعدات أميركية في مجال الزراعة خصوصا في شمال البلاد. وقال مسؤول رافق كلينتون في الزيارة إن الولاياتالمتحدة (تريد مساعدة نيجيريا في محاربة الإسلاميين الذين تراهم تهديدا إقليميا متناميا)، مشيرا إلى أنه لا يمكن للبلاد أن تعتمد على القوة العسكرية وحدها. وأضاف (شمال نيجيريا لديه أيضا حدود مع تشاد والكاميرون والنيجر، ونخشى أن يقوض هذا التشدد الأمن في الدول المجاورة)، معتبرا أن (الإستراتيجية الأمنية ليست كافية)، ولذلك ستقدم واشنطن المساعدة في أمور مثل الطب الشرعي، وتعقب المشتبه فيهم، وتنسيق عمل الفروع المتباينة للشرطة والمخابرات العسكرية. ويقول منتقدو جوناثان إنه يعتمد بدرجة كبيرة على الجيش لهزيمة جماعة بوكو حرام بدلا من معالجة المظالم التي يشكو منها أبناء الشمال كالفقر والبطالة. وكان للحملات العسكرية نتائج متباينة حيث تقلصت قدرات بوكو حرام في بعض المناطق وتولد الغضب بسبب تعسفها المفرط. واجتاح الجيش النيجيري أمس الخميس ولاية كوجي بحثا عن مسلحين يقفون وراء مجزرة سد المهاجمون خلالها مخارج كنيسة في بلدة أوكيني وأطلقوا النار على المصلين المحاصرين فقتلوا 19 شخصا يوم الاثنين. وقُتل مسلحون ثلاثة أشخاص في هجوم على مسجد بالمدينة في اليوم التالي. وفي يونيو الماضي وصفت الولاياتالمتحدة زعيم بوكو حرام أبو بكر شيكو واثنين آخرين من المسلحين النيجيريين بأنهم (إرهابيون عالميون)، غير أن شيكو -الذي ظهر في فيديو على موقع يوتيوب نهاية الأسبوع الماضي- رفض ذلك الوصف. ويعتقد أن أعضاء بوكو حرام حصلوا على التدريب في شمال مالي من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وترقب الدول الغربية أي مؤشرات على مزيد من العلاقات بين التنظيمين. ومن المقرر أن تتناول محادثات كلينتون أيضا قانونا بخصوص إنتاج النفط معطلا في البرلمان منذ أكثر من خمس سنوات، مما يجعل كبرى الشركات المنتجة مثل إكسون وشيفرون غير واثقة بخصوص مستقبل الإطار التنظيمي في أكبر دولة أفريقية منتجة للنفط.