هذه الحياة الدنيا عجيبة صفحات متناقضة ترى بعض كلماتها جنة وبعضها ينذر بالجحيم.. فإذا الدنيا تغلب عليها الأتراح والطريق كله أشواك وترى النفس الإنسانية كلها آلام والطريق إلى الوصول مسدود مسدود، يأس لارجاء لها فيه وضيق لا مخرج لها منه.. وأمل يبقى ينظر إلى البعيد إلى الفردوس الحالم بالربيع.. هي هكذا النفس الإنسانية تتطلع وفي رحابها الفسيحة آفاق الأمل تراها حياة كالسراب الذي يحسبه الظمآن ماءً وليس بين أفراحها وأتراحها إلا مقدار ما يتحول النظر من صفحة إلى صفحة في كتاب. فهل تعرف يا صديقي أين هو الحق والباطل.. هذا الموضوع في اعتقادي فيه تباين في النزعات وكثيراً من الناس خافوا وحق لهم أن يخافوا لأنهم خشوا أن يختل بهم التوازن قبل أن يصلوا إلى الحقيقة التي أقدم عليها من اختل توازنه واستعجل في أمره يوجِّه للحياة وللآخرين اتهامات لا تقوم على الحق وكم يبالغ من يبالغ ويسرف على نفسه في بث شحنات الأسى لمن أحبه أيها الإنسان إلى متى أراك تمنح نفسك حقوقاً ليست لك وتجعل من نفسك خصماً وقاضياً من خلال أوهام لا تقوم على حق ولا حقيقة ونردد القصص التي لا تقوم على منطق ولربما ستتمادى أكثر حتى لا تعرف مدى لتماديك وهل تستطيع أن تشرب من الكأس التي جرَّعتني وجرَّعت به غيري أقول كما قال الشاعر نزار قباني وأنا لست آسفاً عليك.. لكن على قلبي الوفي قلبي الذي لم تعرف.. يا من يريد الأذى أنا لا أبكي منك بل أبكي عليك. لقد سددت في وجهي الطريق إلى الخير وزعمت ما زعمت حتى أن الرفاق لا زالوا يتساءلون حتى الآن.. لماذا هذا الجفاء ؟ فأنا لست آسفاً على ما قلت لكن على قلبي الوفي.. أيها الإنسان يا من جعلت جسر الدموع في نفسي وأسأت دون وعي منك أنا لست أبكي منك بل أبكي عليك ماذا لو أنك يا رفيق العمر قد أخبرتني أني انتهى أمري لديك فجميع “ ما وشوشتي “ أيام كنت تحبني قد بعته في لحظتين وبعتني... لا تعتذر.. لا لا.. فخطوط كلامك تلمح في وجنتيك فلقد نسيتني من بعد ما كنت النور بناظريك أنا لست آسفاً على كلامك ولكن على قلبي الوفي قلبي الذي لم تعرفه بعد.. فنصحني أن تجعل منه نفسك ميزاناً بينك وبين غيرك ولا تظلم إذا كنت لا تحب الظلم وكما المثل القائل “ شن الغاره على عدم نصب الستاره “.