تلقى الأديب الشيخ عبدالمقصود محمد سعيد خوجة عدداً من خطابات العزاء في وفاة ابنه (إباء) حملت في طياتها قصائد رثاء ومواساة للمصاب الجلل. فقد جادت قريحة الشاعر الأديب عبدالله محمد باشراحيل بقصيدة جاءت في خطاب بعثه للشيخ عبدالمقصود خوجه قال فيها: قدر قادرٌ فصبر جميل إن هول المصاب هم ثقيلُ كم تحط الكروب وهي جسام وتئن الجراح وهي شكولُ وتظل الدموع سلوى أسانا ما لنا حيلة ولا تبديلُ كلٌ نفس على المكاره تحيا ثم تمضي وقد دهتها الحمولُ إن فقد البنين مرٌّ أليمٌ وقضاء القدير ليس يحولُ رب أنت الذي تُميت وتحيي فأجبر الكسر فالمصاب يهولُ سكِّنِ الروع فالقلوب ثكالى واقره كم إليك يرنو النزيلُ وخذ الصفح ربنا وأنلهُ جنة الخلد فهو عمر نبيلُ أيها الأخ الأعز أقدم العزاء في فقيد الشباب (إباء) وأتألم معكم بقلب المحب لكم المواسي على عظم الفقد وهول الفجيعة ولكن المسافات قصار أيها الصديق وكلنا ينتظر دوره ليلحق بالرفيق الأعلى وما الدنيا أيها الحبيب إلا أضغاث أحلام ثم نفتح أعيننا في دار الحق والحقيقة فتجلد بالصبر وتعزى بالحمد وكن على المصيبة أقوى وارقب البشرى له بجنة الفردوس مع الشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يدخل الفقيد في رحمته التي وسعت كل شيء، وأن يعوضه بأهل عن أهله وبدار عن داره وبفرحة تغمره في رحاب الودود الكريم في حبور وسرور يطوف عليه ولدان مخلدون ويحفه بحور عين وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة ويجعله من الذين يسعى نورهم من بين أيديهم ، وأن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وأسأله بعزته وجلاله : أن يجبر كسركم ويذهب حزنكم ويبدل همكم بشرى بسعادته في دار الخلود وأن يسكن روعكم وأن يلهمكم الصبر والسلوان أنت ووالدته واخوته وأهله وأقاربه. كنت أتمنى أن أكون إلى جواركم أيها الحبيب لولا أنني أعاني من دسك في ظهري أقعدني عن الحركة فأرجو قبول عذري ولكن قلبي معكم يذوب حسرات على فقد هذا الشاب العزيز وهو إن شاء الله ابن الجنة وهو لدى الكريم الذي يجزل العطاء ويحفه بالرضا، فاصبر واحتسب وليكن الله معكم وليربط على قلوبكم كما ر بط على قلب أم موسى ويجمعنا الله به في مستقر رحمته واياكم ووالدينا ووالديكم وأمواتنا وأموات المسلمين إنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيد الأولين والآخرين النبي الأمين، (إنا لله وإنه إليه راجعون). وجاء في خطاب للدكتور عبدالله مبشر الطرازي الحسيني الأستاذ المشارك بكلية الاداب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة للشيخ عبدالمقصود خوجه: فأعزيكم بهذه الأبيات كمشاركة وجدانية مستشعراً مصابكم الكبير في وفاة نجلكم الغالي، سائلا الله تعالى أن يرحم الفقيد ويدخله فسيح جناته وأن يلهمكم الصبر والسلوان، ولنا في وفاة (إبراهيم) ابن الرسول صلى الله عليه وسلم عبرة للتسليم بقضاء الله ودرس في الصبر، فلابد للمؤمن الصادق أن يرضى بقضاء الله وقدره،(إنا لله وإنا إليه راجعون). من لي بكف المصطفى الهادى؟ ليمسح أدمعك فأنا بقلبي غصة تدمي بجرح أوجعك أنا لست أملك غير أن أبكي على البلوى معك لكن همسا من فؤادي ليت يملأ مسمعك إني عرفت الدهر من أقسى المآسي أرضعك ولكم سقاك مرارة لكنه ما أخضعك! فاصبر لحكم الله يلهمك الصواب ليرفعك الصبر ميزان التقى فاصبر لخطب روعك