ادركنا بعظمة الخالق الدائم درة العام النفيسة محملاً بكنوز الفردوس التي وعد الله بها عباده الصائمين ليجزيهم بها , وحل سيد الشهور والزائر العزيز والغالي حبيب النفس والروح جالباً معه ذخائر الخير والبركة وداعياً لمزيد من طاعة الله والتقرب له بالاحسان والبر والجود والعطف ومواسياً للفقراء والمحتاجين والمعدمين والايتام والارامل والذين لا يعلم بأحوالهم وعوزتهم للرعاية والاحتواء والعون وسد رمقهم الا خالقهم ورازقهم رب العزة والجلال. رمضان شهر الجود والكرم والتسامح ، شهر قادم بأمر من المولى الكريم لنتعلم فيه الصبر ومحاربة النفس الامارة بالسوء وكبحها وكف الاذى والحرمان من اطايب الاطعمة وملذات الحياة لساعات يظمأ المرء فيها ويتلوع جوعاً ليعتبر ويشعر بقسوة العيش لمن ليس بمقدوره توفر قوته ورزق أبنائه وأسرته لعجزه أو مرضه أو لكبره. فيحمد الإنسان المدلل والمرفه الله لما وهبه وتفضل عليه بالنعم فيحافظ عليها وينميها ويضاعفها بالانفاق في سبيل الله فالحسنة بعشرة أمثالها ويضعفها المولى الكريم للمحسن بما شاء واراد جل جلاله فتزداد الحسنات، فيهب عباد الله الصالحون للتنافس في الطاعة وحيازة الاجر والثواب انه شهر رمضان فقد يعود ولا يعود معه هذا المؤمن المرتجى والراغب والطامع برحمة خالقه ومحييه ومميته .. وما احلاها من عبارة ترددها الشفاة على مسامع كل من عرفنا أو لم نعرف (رمضان كريم وكل عام وانتم بخير) كلمات معبرة عن صدق المشاعر فرمضان ولما له في قلوب المسلمين من مكانة وحظوة نراها تبرز أمام اعيننا ونستشعرها في قلوبنا نتعاطف بداعي الإنسانية الفضفاضة التي هي من أبرز وأروع مبادئ وصفات شهر رمضان المبارك. وكان السلف الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين رضوان الله عليهم وجزاهم اعظم مكانة في جنانه ونحن معهم يتضرعون لربهم ويدعونه طوال النصف الاول من كل عام ليبلغهم رمضان ويزدادون الحاحاً ومناجاة لمعبودهم بعد رمضان وباقي العام ليتقبل منهم رمضان . أجل هم عباد الله قلوبهم عامرة بذكر ربهم ويعلمون بأن في رمضان ليلة اذا سعدوا بإدراكها ونيلها تعني عبادة ألف شهر أي أكثر من ثلاث وثمانين سنة يقضيها المسلم والموحد بمولاه يعبده ويتذلل له يأمل الصفح والمغفرة منه . ان اجل النعم وأفضلها واعلاها مرتبة لدى المسلم هي نعمة المن عليه من العلي القدير عودة شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار على العبد المؤمن وهو لا يزال حياً وبصحة وعافية يشكره ويثنى عليه سبحانه فيكثر لربه التودد والخشوع والطاعة فيفرح ويسر ويطيب له ان يهنئ بأجمل التهانى والكلمات والعبارات احبته وأهله وصحبته بمقدم الشهر الكريم يتلمس ويتفقد أحوالهم ويتعايش معهم وبينهم ويجد انهم أهل رمضان فلرمضان نفحاته وكرمه . اللهم بلغتنا رمضان فلك الحمد فتقبلنا فيه وسلمه لنا واجعلنا أهله وخصنا برحمتك آمين..