يمتاز شهر رمضان عن باقي شهور السنة الهجرية عند المسلمين لأنه شهر الصوم حيث يمتنع المسلمون في نهاره عن المأكل والمشرب والجماع من الفجر وحتى غروب الشمس قال تعالى : (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل) (الآية 187 من سورة البقرة) وان كان لشهر رمضان مكانة خاصة لدى المسلمين لنزول القرآن الكريم فيه فهو شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد فيه الشياطين وفيه ليلة عظيمة ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر. وعلى مدى الازمنة والعصور شهد رمضان العديد من الفتوحات والمعارك الاسلامية ففي السنة الثانية من الهجرة النبوية المباركة كانت غزوة بدر الكبرى والتي وقعت يوم السابع عشر من رمضان بين المسلمين وكفار قريش وانتصر المسلمون يومها. وفي العشرين من رمضان عام ثمانية للهجرة كان فتح مكة الذي عُرف بالفتح الأعظم وفتح الفتوح ويومها دخل الناس في الاسلام أفواجا وهدمت الاصنام. وفي رمضان من عام اثنين وتسعين للهجرة النبوية المباركة فتحت الأندلس وفي رمضان من عام 114 ه كانت معركة بلاط الشهداء في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك. وفي السادس من رمضان عام 223 ه فتحت عمورية بعد معركة قادها الخليفة العباسي المعتصم بين المسلمين والروم بعد أن استنجدت امرأة بالمعتصم وصرخت “ وامعتصماه “ فسمع المعتصم بالخبر وجهز جيشا ضخما لتلبية صرخة المرأة وفتح عمورية. وفي رمضان عام 479 وقعت معركة الزلاقة بالأندلس والتي انتصر فيها المعتمد بن عباد ملك اشبيلية بالأندلس على قوات الفرنجة الأسبان. وفي رمضان عام 570 ه فتح القائد صلاح الدين الايوبي عدة مدن في بلاد الشام من بينها بعلبك التي كانت في أيدي الصليبيين. وفي رمضان من عام 658 ه وقعت معركة عين جالوت التي انتصر فيها المسلمون بقيادة السلطان قطز على التتار المغول بقيادة هولاكو. وفي رمضان عام 666 ه فتحت أنطاكية على يد السلطان الملك الظاهر بيبرس وكانت في أيدي الصليبيين. وفي رمضان ايضا عام 1393 ه كانت حرب العاشر من رمضان التي انتصر فيها العرب بقيادة مصر وسوريا على اسرائيل في سيناء والجولان. ان لرمضان مكانة عظيمة على مدى الازمنة والعصور فلم يكن شهر صيام بنوم أو صيام بتحايل فعلينا أن ندرك بأن نهار رمضان نهار عبادة واستغفار وقراءة للقرآن وأن ننظر الى ما نتقاضاه من مرتب في رمضان أجاء بجد واجتهاد أم بكسل وخمول وعبارة “ رمضان كريم “ ان كرم رمضان يعني العمل والاجتهاد وعلينا أن نتذكر أولئك السابقين من أبنائنا وأجدادنا الذين تحملوا حرارة صيف رمضان وسعوا يبتغون فضل الله ورزقه. فرمضان شهر مبارك تهل معه الخيرات وتفتح أبواب الجنان لتدعو التزكية للنفس والتقرب الى الله وفيه تغلق أبواب النار وتصفد الشياطين وتفتح أبواب الرحمة. فأين الباحثون عن رحمة الله في هذا الشهر الكريم ؟. أين من يتقاضون مرتبات شهرية وهم غائبون من محاسبة الله لهم ؟. أين من يسعون لاستغلال الغريب التائه من عقاب الآخرة ؟. ان رمضان فرصة لمحاسبة النفس عن أخطاء عام مضى فهل نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب ؟.