يلاحظ وبكثرة في السنوات الأخيرة وجود أناس يحاولون إثبات أنساب جديدة لهم عن طريق الانتساب إلى القبيلة الفلانية رغم عدم وجود أدلة توثق ما يدعو إليه وهذا في حد ذاته بعيداً عن المصداقية والحقائق المقنعة التي يقبلها العقل وهذا دون شك يحدث في زمن التقليد والضياع والسذاجة في الطرح غير العقلاني والمنطقي وعدمية الثقافة الجادة ونحن نعيش في ظل التسطيح والخواء الفكري والسرعة التي تخلق معيار التيه والمعلومة الناقصة رغم كثافة مصادر المعرفة ووجود أجيال أمية لا تتصل بمصادر المعلومة الصحيحة ولهذا يسود الجهل وتصديق كل ادعاء جديد حتى لو كان يخالف المألوف والمصيبة عندما تنسف الثوابت الصحيحة بفعل الجهل مثل من يدعو لنفسه نسباً ليس له كما يحدث الآن ولا شيء يردع مثل هذا المدعي كما يقول صديقي الشاعر والنساب والمثقف الأصيل الأستاذ معيض البخيتان والزميل الذي يكتب معنا في هذه الجريدة الغراء الذي حدثني مشكوراً عن التحالف بين القبائل العربية قديماً والتداخل بينهم بحكم الهجرات والتواصل ولكن هذا لا ينبغي أن يعطي للبعض الانتساب لغير نسبهم الأصلي، وأقول مع أخي البخيتان إن الإنسان يقوى ويعرف بقيمته الإنسانية وما يقدمه على ساحة الوطن ومجتمعه من أفعال ترفعه وليس محاولة صنع أمجاد زائفة له لأنه لا يبقى إلا الحق وحده ولا يمكن أن تنطلي على أبناء الجزيرة العربية حجج واهية خاصة في الأنساب في هذه البلاد التي يشكل العنصر القبلي فيها الحجم الأكبر من مجموع السكان وهذا لا يعني أنني أمجد القبيلة على غيرها لأن العبرة دائماً بالمواطن الصالح والمفيد لوطنه وكل مواطن يتميز بالعطاء والفائدة هو المهم والفاعل ولكن على الجميع أن يرفض الزيف والتزييف وننتظر من كل ذى عقل ناضج الابتعاد عن قبول الدعوات التي لا تحقق أدنى مستوى من المصداقية والحقيقة والمعروف أن رسولنا المعلم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم لعن من يدعي غير نسبه وأن الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: استوصوا بالبادية من العرب خيراً لأنهم مادة الإسلام. وهذا يؤكد حقيقة أن التقوى هي معيار المفاضلة بين الجميع ولكن النسب ثابت ولكل إنسان نسبه وعليه الثبات عليه حتى لا يتم الكذب والخروج عن الحقيقة ورسولنا صلى الله عليه وسلم افتخر بنسبه من أجل إثبات طريق الحق ولعل الأخوة الذين خرجوا إلينا هذه الأيام بأنساب ليست لهم الرجوع إلى مصدر أنسابهم الأصلية والبعد عن الادعاء الزائف وفق الله الجميع إلى الصحيح من القول والبعد عن الكذب والادعاء