بداية لابد أن أزجي الشكر وعظيم الثناء لصاحب المعالي فضيلة الشيخ صالح الحصين رئيس شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف السابق الذي أحيل على التقاعد بأمر ملكي كريم بناء على طلبه لظروفه الصحية، اسأل العلى القدير أن يسارع في شفاء هذا الرجل الانموذج صاحب معالي والأخلاق والقيم العليا هذا الرجل الذي عرفته عن قرب في مجالس أمير المنطقة خالد الفيصل حفظه الله ، حيث كان مثالاً للتواضع وقمة في المعرفة وسعة الاطلاع والذي - يجيد المحاورة والاقناع بعدة لغات لأنه ضليع في الأمور الدينية والدنيوية وحتى الشأن السياسي والأحوال العالمية فالشيخ صالح الحصين له مناقشات وفلسفات العالم الكبير والأديب الجهبذ وشهدت رئاسة شؤون الحرمين في عهده المبارك تطورات عظيمة وجهوداً واضحة للعيان شهد بها القاصي والداني من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، ولأن الحق جلت قدرته يحب مكةالمكرمة ولبعد نظر قيادتنا الرشيدة تم تعيين معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس هذا العالم الرباني خير خلف لخير سلف والذي ينتظر من معاليه الكثير الكثير لما يصب في نهر الحرمين الشريفين المتدفق نورانية وبهاء .هذا العالم الجليل الذي قال عن سلفه الشيخ صالح الحصين ما يفيض بالدمع في كلمته المؤثرة التي نشرت في الصحف المحلية معترفاً بفضله ومكانته وهذا لا يتأتى إلا للكبار خُلقاً وتواضعاً ورفعة ولأني متابع لتحركات معالي الدكتور عبدالرحمن السديس منذ أن تم تعيينه في هذا المنصب المهم في جولاته المكوكية والزيارات الميدانية لكل ذي صلة بشؤون الحرمين الشريفين فإني اجزم بأن معاليه سيضيف الشيء الكثير لسياسات ومهام مقام الرئاسة بما يتوافق مع القفزة النهضوية الجبارة التي تعيشيها بلادنا الغالية في كافة المجالات بدعم مادي ومعنوي من ملك النهضة والإنسانية خادم الحرمين الشريفين المليك المفدى عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة ولأن ألسنة الخلق شواهد الحق فإنني أنقل لمعالي الرئيس الجديد الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس شكر وتقدير جميع العاملين تحت إدارته لموافقته على تحويل تسليم رواتب منسوبي الرئاسة إلى البنك وان كنت اقترح على معاليه تخيير موظفي الرئاسة والعاملين بها على اختيار البنك الذي يرغبون تحويل رواتبهم عليه للالتزامات المادية التي يعرفها معاليه ، بعد ان يتم وضع الآلية المصرفية والبرمجة الالكترونية المعروفة في مثل هذه الحالات ، ولأن معالي صاحب الفضيلة والمعالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس هو رجل المرحلة كما ذكرت فإنه أعطى المرأة حقها المشروع في العمل في مقام الرئاسة بما يتوافق مع شريعتنا الاسلامية الخالدة والعادات والتقاليد العربية السعودية المتأصلة في نفوس ابناء هذا الوطن الكريم. ولو أردت أن أفند ما قام به معاليه في فترة وجيزة منذ تسنمه مهام عمله في هذا الصرح الاسلامي الكبير لما اتسعت مساحة المقال لذلك ولان الاعلام هو عين المسؤول الثالثة ان جاز التعبير فحتى هذا الجانب لم يغفله معاليه لفكره المتفتح لرصد كل ما يكتب في الصحف المحلية حسبما اشار في العديد من المناسبات ، وقبل أن أختم مقالي هذا اتمنى على معاليه عقد لقاءات دورية مع رجال العلم والأدب والثقافة والاعلام لمدارسة بعض الأفكار التطويرية وادخال بعض التحسينات في أداء الرئاسة والعاملين بها خصوصاً تلك التي تتصل بشؤون الحج والعمرة وقاصدي بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف ، ومنها غلظة وجفوة بعض العاملين في هذين الحرمين الشريفين مع القاصدين مما ينعكس وبالضرورة على مدارك بعض هؤلاء القاصدين حسب وعيهم الشرعي الذي هم مقتبسوه من بلادهم ، ولا نقول هنا بالسماح لهم بالتجاوز في المعتقد والشرك الذي نعلمه ولكن دورنا هنا المجادلة بالتي هي أحسن بدلاً من الفظاظة والقسوة غير المبررة في أحايين كثيرة وكم هي نافعة الدورات التثقيفية التي يقوم بها معهد خادم الحرمين الشريفين في فن التعامل مع خلق الله أو حتى تلك الدورات التي تقيمها الرئاسة في رحابها في فترات مختارة ، وكم هي نافعة الخبرات حين يتم تبادلها مع الجهات الاعتبارية الأخرى التي تسير عليها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق توجهات صاحب المعالي رئيسها الجديد وفقه الله ، كما اتمنى على معاليه اعادة النظر في قضية زيارة معرض الحرمين الشريفين وكسوة الكعبة المشرفة بالتعاون بين الجهتين لتقتصر زيارة مصنع كسوة الكعبة على كبار الضيوف فقط من الجنسين وتحويل الزيارة إلى معرض عمارة الحرمين الشريفين لأسباب عديدة منها عدم اشغال الصناع والحرفيين عن أداء أعمالهم على أن يتم نقل بعض موجودات مصنع الكسوة المشرفة كالبيت الداخلي للكعبة المشرفة (الأخضر) إلى المعرض وغيرها من الآثار والآلات القديمة التي تحكي قصة تطور صناعة كسوة الكعبة مع ملاحظة عدم منع الحجاج والمعتمرين الذين يرغبون في الزيارة بجهودهم الشخصية وتمكينهم من زيارة المصنع بدلاً من وقوفهم تحت أشعة الشمس الحارقة لطلب السماح لهم بالزيارة على أن يتم تركيب مظلات واقية من الشمس في جزء من فناء المتحف وتبريدها ليتمكن هؤلاء الراغبون في الزيارة من مشاهدة هذا الصرح الاسلامي المهم وفق برنامج فوري يعده موظفو العلاقات العامة بالمعرض وهذه احدى مدخلات وصولنا إلى العالم الأول معمارياً وإنسانياً وحبذا لو تم مخاطبة أمانة العاصمة المقدسة أو مصلحة الطرق لسرعة رصف وإنارة وسفلتة الواجهة الرئيسية للمعرض والمصنع بدلاً من هذا المنظر المؤلم في انتظار اكتمال المشاريع والمناقصات التي هي في المخطط العام للتطوير المنتظر، وأجدها مناسبة طيبة للإشادة بالأخوة العاملين في المصنع والكسوة وفي مقدمتهم صاحب السعادة المهندس محمد باجودة هذا الرجل المناسب في المكان المناسب ولأخي سعادة الأستاذ محسن السلمي مدير معرض عمارة الحرمين الشريفين ولكافة الأخوة العاملين في هذين الصرحين الاسلاميين وختاماً أدعو الحق جلت قدرته بأن يعين معاليكم ويوفقكم لما يحب ويرضى وعلى الله قصد السبيل.