بالرغم من ظهوره في بعض اللقاءات القليلة مع الفريق الاتحادي إلا أنه استطاع من سحب كافة الأنظار وبطريقة سريعة انبهر بها كافة المتابعين للوسط الرياضي الذي رشحوه في أول إطلالة له مع الفريق بأنه سيكون أحد ركائز المنتخب الوطني في القريب العاجل، حيث إن بعض النقاد والمحللين الرياضيين في القنوات الرياضية طالبوا بضرورة الاهتمام بهذا النجم الخرافي في عالم كرة القدم. "الندوة الرياضية" استضافت النجم الاتحادي الصغير في العمر والكبير في أدائه لكرة القدم نجمنا المدافع الشاب طلال عسيري الذي تعامل معنا بنفس أدائه الراقي داخل المستطيل الأخضر والذي تجاوب مع أسئلتنا بكل أريحية من خلال الحوار التالي الذي كشف من خلاله العديد من الأمور الهامة والخاصة خلال مسيرته في نادي الاتحاد. طريق الأحياء | في البداية كابتن طلال نود أن نعرف كيف كانت بدايتك حتى وصلت إلى الفريق الأول؟ || بالطبع البداية هي معروفة عن طريق الأحياء وكنت أشارك فيها مع زملائي اللاعبين من خلال الدورات الشعبية المعروفة في مدينة جدة وتستقبل العديد من الجماهير الرياضية التي تتابع هذه الدورات ومن خلال هذه الدورات نصحني العديد من الأشخاص بالتوجه إلى اللعب في أحد الأندية سواء الاتحاد أو الأهلي وكانت رغبتي وميولي تميل وبنسبة عالية لصالح نادي الاتحاد الذي كان هذا النادي هو العشق الآخر الذي يحمله والدي الذي اصطحبني إلى هناك وقام بتسجيلي في كشوفات هذا النادي العريق. | لكنك لم تجبني بوضوح حول المراحل التي خضتها حتى وصل بك الحال إلى تمثيل الفريق الأول؟ || بطبيعة الحال أنه في الوقت الذي اصطحبني فيه الوالد إلى نادي الاتحاد كنت أبلغ من العمر 12 سنة وتدربت في البداية مع المدرب القدير وهيب فقير الذي كان قد اعجب بمستواي ولم أكمل معه سوى بضع شهور ثم قام بتحويلي إلى المدرب الوطني الآخر محمد العبدلي الذي قام بتدريبي بعد التدريبات الخاصة التي يحتاجها اللاعب في هذه الفترة العمرية والتي بعد سنة واحدة فقط قام مدرب الناشئين في تلك الفترة عمر المحضار باستدعائي إلى قائمة الفريق والتي كانت مرحلة الناشئين هي المرحلة الفعلية لي مع نادي الاتحاد خاصة وأنني استطعت تمثيل المنتخب الوطني لدرجة الناشئين والشباب. | كابتن تقول إنك مثلت المنتخب الوطني لدرجة الناشئين والشباب في آن واحد كيف حصل ذلك؟ || أولاً هذه الأمور تحصل بتوفيق من الله عز وجل ومن خلال دعاء الوالدين والذي عندما شاركت مع المنتخب الوطني لدرجة الناشئين في تصفيات كأس آسيا كانت هناك مشاركة أخرى للمنتخب الوطني للشباب بعدها ببضع شهور والتي قام حينها مدرب المنتخب باستدعائي إلى الشباب في خطوة كانت مفرحة بالنسبة لي خاصة وأنني لم أتجاوز العمر القانوني. | بعد كل هذه المراحل التي شاركت فيها مع الفئات السنية كيف وصل بك الحال إلى الفريق الأول؟ || كان عن طريق بطولة الصداقة الدولية التي أقيمت في مدينة أبها والتي شاركت حينها مع المدرب البوسني سالكو والتي كانت هذه البطولة هي من أولى البطولات الرسمية مع الفريق الأول والتي أتذكر أنني في تلك الفترة لعب بجواري العديد من اللاعبين الدوليين أمثال أحمد خريش وعلي سهيل وسعيد الودعاني وخالد الشمراني وحمد العيسى وغيرهم من اللاعبين الذين شاركوا في تلك البطولة التي استفدت منها الشيء الكثير رغم أنني لم ألعب في أي من مباريات تلك البطولة. | كيف تقول إنك استفدت من تلك البطولة وأنت لم تلعب في أي مباراة؟ انضمامي مفاجأة || صحيح كلامك لكنك لا تعرف أنني غادرت مع الفريق بطلب من المدرب البوسني سالكو وكان عمري في ذلك الوقت لا يتجاوز الخامسة عشر حيث كان انضمامي مفاجأة لكافة أفراد الفريق الذين كانت ملامح الاستغراب والتعجب واضحة وبشكل كبير على محياهم إلا أنني استطعت وبتوفيق الله من كسر حاجز التعجب من خلال أول التدريبات التي برهنت لهم أنني بإمكاني المشاركة معهم. | كابتن طلال كلامك يدل على أن المدرب البوسني سالكو هو من أظهرك إلى عالم الأضواء والنجومية؟ || نعم كلامك صحيح بأن سالكو يعد المكتشف الحقيقي لطلال عسيري وذلك من خلال اهتمامه الكبير بي من جميع النواحي خاصة من ناحية توجيهه النصائح والتعليمات الهادفة لي وأنا بصراحة اعتبره أستاذي الأول في عالم الكرة والتي بعد انتهاء بطولة الصداقة توجهت إلى جدة لأجد مدرب الفريق الأول البلجيكي ديمتري يحتضنني من خلال إشراكه لي في تدريبات الفريق الأول والذي رغم عدم خوضي لأي من المباريات إلا أنني استفدت كثيراً لأجد فرصتي مع المدرب البرازيلي كاندينيو الذي أشركني بصفة رسمية في العديد من المباريات التي خضناها في استهلال هذا الموسم الحالي. | بصراحة متناهية هل كنت تتوقع أن تشارك مع الفريق الاتحادي الأول بهذه السرعة؟ || مما لا شك فيه أنه من الصعب على أي لاعب الحصول على فرصة في الفريق الاتحادي بسرعة وذلك نظير ما يملكه الفريق من نجوم لها وزنها وسمعتها ليس على النطاق المحلي فقط بل على الصعيد العربي والآسيوي وبهذا كنت أنا أملك الإصرار والعزيمة على الحصول على الفرصة، حيث كنت أتدرب يومياً في النادي منفرداً بخلاف أوقات التدريبات الرسمية والتي تابعني المدرب البرازيلي كاندينيو وقام بجلبي إلى معسكر الفريق في سويسرا والذي استفدت من هذا المعسكر كثيراً من خلال الاحتكاك باللاعبين والتعلم منهم والحمد لله أن الفرصة قد سنحت لي للمشاركة في بعض المباريات مع الفرق الأوروبية التي تملك من ا لخبرة والسمعة الشيء الكثير. | يقال إن إصابة اللاعب أحمد الدوخي في الفترة الماضية والحالية ساهمت في الحصول على فرصتك في اللعب؟ || أولاً، أحب أن أوضح نقطة مهمة وهي أنه عند انضمامي للفريق الأول كنت أخشى من منافسة اللاعب أحمد الدوخي، حيث كنت وما زلت أرى في هذا اللاعب مدرسة قائمة بحد ذاتها في مركز الظهير الأيمن أتعلم منها الكثير وللأمانة فإن الدوخي من أكثر اللاعبين الذين يقومون بتوجيهي في التدريبات أو حتى أثناء المباريات وأنا بصراحة اعتبر نفسي محظوظاً جداً باللعب إلى جواره. وأما بالنسبة لسؤالك فأنا كما قلت سابقاً لن استعجل الفرصة حتى أحصل عليها وهذا ما حدث فأنا سأقدم كل الجهد لتأكيد جدارتي بتمثيل الفريق وسواء شاركت أنا أو أحمد الدوخي فالمهم يبقى هو الفريق هو الذي أعتقد أنه المستفيد من التنافس القائم بيننا في رفع مستوى الجهة اليمنى الاتحادية. | يقال إنه في الموسم الماضي رفض المدرب البلجيكي ديمتري إشراكك في مركز الظهير الأيمن بحجة قصر قامتك نسبياً وأن المكان الأفضل لك هو الجناح، فهل هذا صحيح؟ || حقيقة أنا لأول مرة أسمع مثل هذا الكلام فلم يسبق أن كلمني ديمتري أو أي شخص آخر حول هذه النقطة وللتذكير فإن معظم لاعبي الظهير عالمياً لم يكونوا طوال القامة وأنا شخصياً سبق أن لعبت في مركز الجناح ولكن أجد نفسي أكثر في مركز الظهير الذي ألعب فيه دائماً وبروزي كان من خلاله. مهمة صعبة | كيف ترى حظوظك في المشاركة مع الفريق بعد تولي المدرب البرازيلي سواريس الإشراف على الفريق؟ || لا أعتقد أنها صعبة للغاية خاصة بعد المدح الكبير الذي أجده من المدرب سواريس خلال التدريبات والذي برهن لي هذا الشيء من خلال إشراكه لي في العديد من المباريات التي خاضها الفريق في الدوري. | يقال إن لاعبي الاتحاد تقصدوا الهزيمة أمام الاتفاق على كأس ولي العهد وهذا ما ظهر جلياً في لقاء الدوري عندما استطعتم بسهولة الفوز وتحقيق الفوز؟ || ضحك كثيراً ثم قال إن هذه الأمور لا يقولها العقلاء نهائياً بل هي أشياء وهمية يرددها بعض الأناس الذين يريدون أن يدمروا الاتحاد من خلال أحاديثهم وإفساد العلاقة الحميمة التي تجمعنا مع جماهيرنا الوفية وعن الخسارة فهي كانت طبيعية جراء المشاركات المتعددة التي قمنا بخوضها هذا الموسم، أما عن فوزنا أمام الاتفاق في الدوري فكان بسبب الاستعدادات المميزة لهذه المباراة. | تقول إن خسارتكم كانت طبيعية أمام الاتفاق رغم أن اللقاء أقيم على أرضكم وبين جماهيركم؟ || كلامك صحيح بأننا لعبنا على أرضنا وبين جماهيرنا لكن اللغة الثانية التي أنا أتكلم عنها هي أننا قبل خوضنا تلك المباراة كنا نعاني من عملية إرهاق كبيرة للغاية وذلك بسبب خوضنا لقاء قبل مباراة الاتفاق أمام القادسية وخرج ذلك اللقاء بفوزنا بصعوبة ومن خلال الأشواط الإضافية التي أرهقتنا كثيراً خلال مباراة الاتفاق.